أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

رغيف الأمان

مدار الساعة,مقالات,كورونا,رئيس الوزراء
مدار الساعة ـ
حجم الخط

* رانيا اسماعيل

إن الحاجات الغير مشبعة تمثل محرك للسلوك الانساني ، وبحسب نظرية ماسلو فإن أهم الحاجات للانسان هي الحاجات الفسيولوجية مثل الطعام والهواء والماء والمسكن ، ومن ثم تأتي الحاجه للأمن والطمأنينة والحماية من الأخطار ، وهنا دمج المواطن الأردني الحاجتين معا ، لأنه في ظرف قاهر وليس لأنه متمرد على الضوابط ، ففي الوقت الذي انتقد البعض منا سلوك المواطنين عند التهافت للحصول على رغيف الخبز، كان رغيف الخبز بالنسبه للأب الذي لديه 5 أطفال يمثل الأمن والأمان ، كان يقاتل للحصول على نصر العوده للبيت منتشيا حاملا رغيف الخبز ، ليس فقط ليسد حاجة أطفاله من الجوع بل لكي يشعر بالطمأنينة الداخليه . كان المواطن بحاجة لمساحة منا لاستيعابه .

إن سلوك الإنسان بطبيعته معقد وبالأخص عندما لا يستطيع تحقيق حاجاته،و إن الحرمان من الحاجات الأساسية وخاصة الطعام ورغيف الخبز هو بالنسبه للمواطن وبهذه الظروف المجهوله أملا بالحياه ، لأنه قد حصن أولاده من الجوع وشعر بأنهم لن يكونوا بخطر رغم خطر فيروس الكورونا . إن تصرف بعض المواطنين من وجهة نظري طبيعي بهذه المرحله ، فالمواطن أصبح لديه آلام نفسية حادة لأنه قد فقد معززاته الحياتية مما دفعه لأن يخترق ضوابط معينه وضعتها الحكومه ، فنحن كبشر مختلفين بتصرفاتنا ، ودوافعنا تختلف باختلاف خبراتنا وتجاربنا في هذه الحياة . لذا ينتقد كل منا الآخر .

وتتعاظم الاخطاء ، لكن يبدو أن خطوات الحكومة الاردنية ممثلة في شخصية رئيس الوزراء و شخصيات بعض الوزراء، قد تخطت مراحل الصدمة وتصرفت كجهة مؤهلة مدربة على هكذا أزمات وكأنها مرت بتجارب عدة من قبل ،لقد تخطت بعض النظريات النفسيه ، فهي تصدر القرارات ،وتشد من عزم المواطن ، تفكر مليا ، ولا تحتكر القرار، رؤيتها واضحة غير مشوشه ، تستبق الكوارث وتحضر لها الحلول المناسبه ، قدرة على السيطرة على الظرف الحالي، لم تشعرنا هذه الاجراءات بفقدان الأمل والأمن ، من الطبيعي أن تكون هناك بعض الثغرات ضمن هذه الحالة القاهره، لكن هذه الاجراءات تحتاج لتضافر الجهود والتعاون ، فنحن شركاء بالوصول الى بر الأمان ،علينا أن نتقبل الوضع الراهن لأن الحل النهائي مجهول على مستوى العالم، وبدل أن نلوم ونعاتب ونكابر ونتهم ، علينا أن نتحد ونفكر ونستنتج ونضع الحلول ، ونجربها ونخطئ، ونجرب مرة أخرى حتى نصل معا للحل المعقول .فنحن بكل اختلافاتنا نضرب مثلا للعالم رغم محدودية امكانياتنا .

هذا المقال ليس دفاعا عن أحد ، بل هو مع الجميع وللجميع ، وانا مع المواطن ومع الحكومه معا بما يخدم مصلحة هذا الوطن .

* طالبه دكتوراه _ قسم الارشاد النفسي _ الجامعة الاردنيه

مدار الساعة ـ