انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

دولة عمر الرزاز ما تزال سفيرا في مستحيل الانقشاع

مدار الساعة,مقالات,الملك عبد الله الثاني
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/18 الساعة 14:26
حجم الخط


بقلم: الدكتور الصحفي : غازي السرحان
منذ مئة سنبلة كان الامس قريبا بوجعه واشياء معقدة الغرابة محاطا بالنار والوباء فتبصر العيون زمنا قادما من قلب اسطورة ليس فيها غير اغصان زيتونة مباركة ,تمردت الاشياء على الاشياء ولما يملك الناس الا النظر والدعاء ,عن خلاص ما تبحث هذه الجماهير عنه ,ملت من حملها, لتتلاشى الامنيات وتغدو الحياة عجوزا في النفوس دنيا لا تغري العصافير بممارسة التكاثر وبات ابتلاع اللقم ممزوجا بالعبرات ,احلامهم صافية فتصدمهم آلام الحاضر وثقافاته المتشظية الوقحة.
يتوقون للتخلص من الوجع الدامي الذي اكثر منه الزمان وابدع وتفنن .يا وطناَ اوجعتنا بعذابك المتداول ولكن الوعد والعهد ان نظل نمد يدنا اليك من جوع ومن شبع ومحبة وعشقة وبيعة صافية قوية مدوية لا شرقية ولا غربية اردنية اردنية محفوفة بالولاء لجلالة الملك عبد الله الثاني إبن الحسين ملك ودود يوجه بوصلة الرخاء ويرشد الأنفاس الى الامان والدفء..
ها هو الوباء جاء يحتفل بشرّه , اخيرا وصل الوطن بعد انتظار طويل ,ليعبر الاردن على جسر فوق النار , لتنهمر على رحابه الصلوات والدعوات وتتزاحم الانفاس على ادوار البطولة " لبيك يا اردن " "شدي حيلك يا بلد " ما اروعه من مشهد اسطوري لتبقى يا اردن حاضره التاريخ وتليد الازمنة اردن محفوف بالاماني ومزين باهداب الحروب والبطولة والنصر, ناج من كل الفخاخ التي نصبها السماسرة والبائعون والمتاجرون على طول الارض وعرضها من نصر الى نصر , وصوتنا سيعلو ويعلو في كل الصباحات وسنحتفل باشراقة الشمس فان لها في الاردن شكلاً اخر من ولادة الحياة, لاننا ندرك ان الحزن لا ينجب غير خوف اهوج, فمن يكون فيك ولا يعشق ترابك , فما كانت مملكتنا الا عروسا تهوى لمس القمر.
الجيش تجهز لاستلام زمام الامور وليستعيد المشهد المنقوص , هو اليوم في كامل هندامه وفي عنفوان الواجب تمركز في كل الزوايا في الازقة في الشارع الخلفي وعند انعطاف الروح نحو السكينة , الجيش المخضب حناء من تراب الوطن مغمور معمور بالايمان وعد بطولة وفي نبضهم يسكن والبطولة والحقيقة هذي الوجوه والابتسامات الصافية . تمتد قاماتهم على طول ليرتحل الزمهرير ازحتم الهموم برفة هدبين ولا الموت منه يقرون جند وعتاد الوية وكتائب وسرايا قادة وجنود , قد دفنا خوفنا وما من نظرات خوف في عيون الاردنيين نستجليهم بدهشة الاطفال كل على سره مشدودين الى معبد طهرها تنحني القامات لبهائهم , سلام على الجيش الجرار حين يعانق النار او حين يحرس الارض هم حرز لها وسند
انها المملكة المستقلة المقدسة المنيعة تروي حكاية التآلف المعيشي في تجاور رقيق ,ما ذاقت يوما طعم الهزيمة وما طمع بها حاقد او متآمر او مغامر الا ورد الاردنيون كيدهم الى نحورهم , صحيح يمكن ان الاردنيين يختلفون على اشياء كثيرة وتتعدد اجتهاداتهم حولها الا ان هناك ثابتين اوحدين لا يقبلان الانقسام هما الوطن وقيادته الهاشمية.
اسمعني يا دوله الرئيس المتجلي امامي كما لم تتجل من قبل ,ها انذا سيد لدى قلمي لا امسح جوخا لأحد ولا اطلب المغفرة من احد سوى الله , رغم الموت وانا في مكاني رغم انهداد الحيل ما يزال في رحم الحروف والكلمات حكايات لا بد لها من بداية والبداية صعبة كالنهاية بل قد تكون اصعب انظر لأصابعي كيف استمدت من القمر ضياءها لأكون صانع الكلام ومعززا للاحلام ووحدك المحتفل عندما ترحل الشمس وسيحتفل الوقت بحلول الوقت والعيون التي تراقبك ما تزال في مواقعها , فلا تودع الحكومة فاتحا اغصانك الجرداء,ولا تكن الذي لم يحالفك النجاح في تجميع القلوب.
لك ما شئت ولي ان ابقى على هيأتي التي ارغب ,رحم الله وصفي التل,وصفي زمن ماتت فيه الشجرة القديمة ورحل ظلها فمن هو وريثها ؟. سترحل ككل من عرفناهم منذ بداية الالم لن تصرخ عليك الجبال ولا اشجار السنديان ولم يردد الصدى اي نحيب يرحلون ويبقى الوطن , الربيع يرحل, ونبقى نحن , الصيف يرحل الا هذا القلم وهذه الورقة وهذا الخريف والكلمات التي ستلهب الورق. لن تصرخ على كثيرين الجبال ولا اشجار السنديان ولن يردد الصدى اي نحيب.
على مقربه من هذا الرئيس اقول ان رئاسته للحكومة كانت من نوع خاص اقول حملت اوزار من سبقوك وما اورثته الاقدام الطائشة للبلاد, حيث لا احد بمقدوره ان لا يتعثر بها , ورغما عنهم ادخلتهم الى وسط النار, ممن احترفوا فينا العابهم المجنونة ,ولئن كان هناك من كان ظالما وقاسيا الى الحد المرفوض فانت كنت ظالما وقاسيا الى الحد المقبول خلقت روحا معنوية مرتفعة ووفرت فريق العمل الجيد والذي هو اهم ما تملك المؤسسة التنفيذية من اصول , وهو السبيل الذي يحدد مستوى خدماتها للناس ويجعلها قادرة على الصمود فهنيئا لك نشوة النصر. بعد ان راهن كثيرون انك لا تقوى على الاتيان بفكرة رائقة او احتراف وسيلة ناجعة لتجميع الاشلاء المتبعثرة على مسطح اوجاع الناس. وظللت اناقش الوقت عن اكذوبة ما كانت الايام سيدة الموقف وقلت لا خراج لك اليوم عندي يا دولة الرئيس وضحك مني فما كنت يوما سوى الهاوين لجمع المتاعب من يطفيء في وجهنا الضياء الا انني وغيري كثيرون ومع مرور الايام وتوالي المواقف اقتنعنا انك كنت تقاتل شيئا ما لم تألفه العيون ولم تفهم كنهه القلوب, ولم تفارقني تلك القناعة الى يومنا الماطر هذا .
دولة الرئيس تحية تقدير ومحبة على شجاعتك وحسن توجيهك للامور
سأحترم فيك محياك الذي عشق الاردن من غير الوان اصطناعية التي تزيف الوجوه وتمحوها, وما اجمل المعاني التي نثرتها على محيانا .غريب امر هذي العيون المنتفخة وهذي الشقوق على صفحة الوجه "كرههم وحقدهم "لكل الاشياء الجميلة التي ليست بايديهم لتقود عربة الشمس كل صباح ,اما انت فقد رحلت عنك الخيارات سوى التعب من اجل الارواح الطيبة في الوطن ,فما اشد صبرك على الالم فعسى ان يبدلك الله خيرا.
دولة الرئيس لقد حملت الصخرة على عاتقك وقلت سننجو من الطوفان وكنا نخشى ان يبتلعنا الطوفان وتهد حيلنا الصخرة ومضيت وواجهت اشياء معقدة الغرابة وفي البدء لم ياخذك احد بالاحضان واعتقد البعض انك تأخذنا الى طريق بعيد مجهول فقلنا يا ويلنا من القادم فكثرت الفخاخ حولك والتأويلات والتفسيرات والاتهامات والاشاعات وبأن مصيراً واحداً ينتظرنا ´" الهلاك " وان الجسد استوطنه السوس وحيكت الاكاذيب لاخافة الناس حيث الظلام ومسكن الشيطان وان الأرض لا تحتاج لك لتثمر, يا وريث الفكروالرؤية الجميلة من شجرة مؤنس المنتصب حياة رغم الموت,اقول لك ما خان حبك العهد والاصول والجذور التي انجبت منك عاشقا بحجم وطن ,كن شيئا يعلو كل الاشياء حاول رسم خطوط تقاربنا وانثر بخورا وعطرا على الارض وناسها الطيبين كن جمرة لا تنطفيء اغتسل بها ما دمت حيا.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/18 الساعة 14:26