أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الوزير السابق طالب الرفاعي: هل يلعب الاْردن اليوم لعبة الكبار

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم: الوزير السابق طالب الرفاعي

الاْردن بلد صغير محدود الامكانات.. هذا اأمر واضح وليس بحاجة الى دليل وربما جعلتنا هذه المحدودية نفترض كاردنيين أن هذا قدرنا وأن هذا القدر يفرض علينا بالتالي ان نتجاوب مع الاعتبارات والرغبات الدوليّة والإقليميّة لبعض الدول الكبرى وحلفائها في المنطقة في اتخاذ قراراتنا ومواقفنا من منطلق ان هذا التجاوب الإيجابي مع رغبات بعض الدول الكبرى ، ربما يوفر لنا الحد الأدنى من الضمانات للاستقرار السياسي والاقتصادي؛ إلا ان الامر لا يستقيم دائماً حسب هذا الافتراض فقد وصلت الاعتبارات والرغبات الدولية والإقليمية في الفترة الاخيرة الى ما يشبه الضغوطات المباشرة . ولولا صلابة العلاقة والثقة بين الشعب والحكم لاهتزت بوصلتنا ولكان مصير الاْردن اليوم على غير ما نتمنى.

وربما من المفيد هنا أن نستذكر في هذا السياق، أن الاْردن يمثل قصة نجاح فريدة بكل المقاييس فبالرغم من محدودية الامكانات المادية، فالإنسان الأردني ثروة حقيقية وهذا الانسان بإيمانه ووعيه ودعمه لقيادته المخلصة الواعية، ورغم كل الظروف المحيطة، شكل أساس قصة النجاح الاْردنية هذه والتي تجعل منه، و بالرغم من محدوديته "رقماً صعباً" يفرض احترامه واستقلال قراره

فالوطن الصغير، محدود الامكانات، يستطيع في اعتقادي ومن خلال ثقته بنفسه وبقيادته وثقة قيادته بشعبها، ان يلعب دوراً اكبر بكثير من محدوديته وحجمه. " لعبة الكبار"، خصوصا وان الاْردن ينطلق من قاعدة متينة من العلاقات التاريخية المميزة مع جميع القوى الكبرى والقوى الإقليمية وكافة دول الجوار على حد سواء و دون تمييز.

في أحد الأيام سمعت أحد الذين أكن لهم احتراماً خاصاً يقول "الاْردن بلد صغير ، اذا لم نلعب لعبة الكبار، فلن يكون لنا اعتبار أو احترام ولا القدرة على الحفاظ على والدفاع عن مصالحنا الوطنية".

وهنا تعود بي الذاكرة الى التسعينيات من القرن الماضي حين قررت الولايات المتحدة اجتياح العراق وبغض النظر عن مبرارات هذا القرار وبالرغم من التحفظات الكثيرة للأردن على نهج الحكومة العراقية في ذلك الوقت، الا ان الاْردن اتخذ القرار الجريء بمعارضة اجتياح العراق وألا يشارك في الائتلاف الذي تشكل في حينه. ودفع الاْردن ثمن هذا الموقف غالياً، فقطعت المساعدات والمعونات وتوقف الدعم الدولي والإقليمي وعانى الاْردن اقتصاديا معاناة كبيرة على مدى سنوات. ولكنني بصدق، لا اذكر ان الشعب، في حينها، خرج للاعتراض عن سوء الوضع الاقتصادي، لماذا ؟ لان القرار ، وبغض النظر عن حرفية صحته، مثل الانتصار لاستقلال القرار السياسي ولامس أيضا نبض الشارع فكبر الاْردن في نظر شعبه وحتى في نظر من كان معارضاً للموقف الأردني او مؤيداً للائتلاف

اتخذ الاْردن موقفه في الانحياز لاستقلال القرار واحترام الذات واحترام نبض الشارع. فالبديل كان سيكون اكبر من الثمن الاقتصادي العالي الذي دفع، البديل كان يمكن ان يؤدي الي فقدان الاحترام والثقة بين الشعب والحكومة فاحترام الحكومة لذاتها يراه الشعب احتراما له.

أهمية هذا المثال التاريخي اننا ربما نمر هذه الأيام بظروف مشابهة يتحدثون اليوم عن

صفقة القرن

العلاقة مع الاشقاء في سوريا

العلاقة مع الاشقاء في العراق

العلاقة مع مع ايران ، تركيا وروسيا

العلاقة مع صندوق النقد الدولي

ادرك تماما حساسية وصعوبة اتخاذ قرارات جريئة ومنسجمة مع نبض الشارع في هذه التحديات الهامة وفي هذه المرحلة بالذات . ،و في حين لابد من الاستفادة من دروس التاريخ لإبد لنا أيضا من ادراك ان نعيش زمننا مختلفا وظروف مختلفة ولست، على أية حال، من الذين يروّجون للانسياق الأعمى خلف رغبات الشارع دون التفكير العميق بالوطن و مصلحة الوطن فهذا توجه شعبوي لا اؤيده

و لكنني هنا وبكل صدق ارى الشارع الأردني اليوم و الشعب في الاْردن واعيا تماما لطبيعة التحديات التي تواجهنا بل أراه مدركا للظروف المحيطة و يعي تماما ثمن المواقف المستقلة و الوطنية . فالشعب بدون شك تعب من الضغوط الاقتصادية الكبيرة التي يعاني منها اليوم . ولكن ما يزيد من تعبه ومعاناته اليوم هو تراكم مضاعف لتأثير هذا الضغط الاقتصادي مع انسداد الأفق السياسي وعدم فهمه للاسباب والمبررات الحقيقة لبعض المواقف السياسية.

الاْردن الرسمي مطالب اليوم بالانسجام مع شعبه وتخفيف تراكم الضغط السياسي على الضغط الاقتصادي،. هذا مع ثقتي الكاملة بان المواطن والشعب اليوم يدركون تماما بحسهم العفوي المواقف الصحيحة التي يتوجب علينا اتخاذها اليوم بثقة و دون تردد

لا لصفقة القرن او أية من الاجراءات المؤدية لها

نعم لعلاقة صحية ومنفتحة مع الاشقاء في سوريا و العراق لخدمة المصلحة الوطنية والاقتصاد الوطني

نعم لفتح الحدود مع سوريا ومن ثم مع العراق لما فيه مصلحة الوطن فالوقت يمر بسرعة و اليد التي تنهضك عند تعثرك خير من الف يد تصافحك عند الوصول

نعم لعلاقة اكثر شفافية ووضوح و عدالة ، تنسجم مع أولوياتنا و تحفظ كرامة الوطن و مصالحه مع صندوق النقد الدولي ، و لكن لا لهيمنة و استعلاء المؤسسات الدولية. على الوطن فأهل مكة ادرى بشغابها

يقول فيلسوف روسي: أمس لم يكن الوقت ملائما بعد، وغدا سيكون قد فات الاوان.

الوقت هو الان، اليوم

فهل يلعب الاْردن اليوم لعبة الكبار؟.. الأيام القليلة القادمة سوف تقدم الإجابة

وللحديث بقية

مدار الساعة ـ