بقلم: ا.د. احمد ملاعبة
( ملايين الاطنان من بروتين اللحوم ستصبح جيف بدل إيجاد خطة لرفد جياع العالم)
-- قتل الجمل .. لكي يعيش الكنغر .. ولكن مات الاثنين
-- اتهام الجمل بإخراج غازات الميثان رغم أن السبب الوقود الاحفوري من المخزون الأسترالي
إلا أن الاستراليين اطلقوا حملة "كوارث بشرية" للتخلص من الجمال في جنوب استراليا وبعدد قدر ١٠ آلاف جمل رميا بالرصاص من خلال حوامات طائرات هليكوبتر والتي ستنفذ العملية خلال ٥ ايام مستمرة ستبقى الابل السائبة في مرمى الاعدام رميا بالرصاص من مسافة لا تتجاوز ٣٠ مترا.
ذنب الجمال في استراليا انها تتكاثر بشكل كبير وتضاعف إعدادها بالتكاثر كل ١٠ سنوات وانه لا يوجد عدو حيوي لها وانها تتكاثر بحرية.
القرار الأسترالي الجائر علل ايضا وحسب مؤسسات البيئة والمياه أن الجمال تستهلك مياه كثيرة مما يشكل خطرا بيئيا على بقية الكائنات وان فضلاتها من الغازات تشكل خطرا على الغلاف الجوي حيث ينتج كل جمل غاز الميثان و يعادل ا طن من ثاني أكسيد الكربون الذي يسبب في التغيير المناخي والاحتباس الحراري وبالتالي حدوث الحرائق رغم أن الواقع يوضح أن استهلاك الفحم والوقود الاحفوري في استراليا هو السبب في إطلاق الغازات الدفيئة وأهمها الميثان.
الجمل تم نقله إلى استراليا مع بداية عام ١٨٤٠م حيث نقل خلال ٦ عقود (لغاية عام ١٩٠٦) حوالي ٢٠ الف جمل. واستخدمت في استكشاف القارة وبناء الطرق والسكك الحديدية ونقل مواد البناء للمساعدة في الإنشاءات. عدد الجمال في استراليا اليوم حسب التقديرات حوالي مليون و٢٠٠ الف جمل تنتشر في البلاد وخصوصا في مقاطعة "أنانغو بيتجانتجارا يانكونيتجاتارا" (APY) في جنوب ووسط البلاد. وهذه الابل قلما تعرف أو رأت البشر في حياتها فيها الجمال الوحيدة في العالم المصنفة انها سائبة وغير مدجنة .. فيما يسميها الاستراليون انها متوحشة؟؟
ال "ديلي ميل"ذكرت أن الحكومة عمليات القتل، ستسمر لمدة ٥ ايام ، وأضافت أن السكان الأصليين في مناطق تواجد الجمال "أنانغوا"، هم من طلبوا ذلك حيث أكدوا أن الجمال تلوث بفضلاتها مصادر المياه الشحيحة وأنها تبحث عن المياه حتى في انانيب المكيفات.
وللمقارنة فإن البادية والصحراء الأردنيةالتي كانت تمتاز بوجود ٣٠ الف من الابل المدجنة لا يتوفر فيها الان أكثر من ٣ إلى ٤ الف من الأبل وكان العدد قبل انخفض إلى ٧٠٠ جمل عام ٢٠٠٦ بسبب الجفاف وعدم توفر الغذاء والماء وهي ابل مدجنة لأصحابها وليست آبل سائبة كما استراليا.
واخيرا ثمة نقطة مهمة لابد من الاهتمام بها وهي أنه لماذا لا تقوم الحكومات وخصوصا الحكومة الأردنية بعمل مفاوضات أو عرض لنقل عدد من الجمال الأستراليه وتدجينها في البادية للانتفاع من لحومها والبانها (حليبها). مع الأخذ بعين الإعتبار أن الكثير حولنا يفكر بعمل عقود تجارية للاستفادة من الابل الاسترالية لبيعها بأسعار باهظة لدول العالم.
فأين نحن من موأئد العيس(الجمال) وحكمة إمرىء القيس ولو كان بيننا عنترة لاسرج خيله لجلب الابل المجنزرة لأجل الفوز بحليلته عبلة المؤزة.