انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة

ولاءات عابرة للحدود

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/06 الساعة 09:39
حجم الخط

بقلم: سلطان عبد الكريم الخلايلة

وكأن التاريخ يعيد نفسه في المواقف رغم تغير الشخوص والأحداث، إلا أن بوصلة الانتماء لدى كثيرين واحدة، وهي خارج ترابنا الوطني، بوصلة سرعان ما تكشف عن جوهر اتجاهها وعارم ميولها مع الأحداث التي تبرز هنا وهناك في محيطنا القريب والبعيد، ظننا أننا تجاوزنا بالوعي مسألة تنازع الولاءات والانتماءات شرقاً وغرباً لكيانات سياسية وجماعات وأحزاب ودول، ولأن اللبيب من يتّعظ بالتاريخ، من الغرابة أن لا يرى هؤلاء أن الرهان الفائز خلقاً وحقّاً وثباتاً هو الرهان القائم على الإيمان بالأردن إنساناً وأرضاً، حاضراً ومستقبلاً.

مع بروز الأحداث على السطح وتقلبها من حولنا خارج الحدود يطفو معها لفيف ممن يستميتون تأييداً وعشقاً واندماجاً على نحوٍ لا نراه في أي من قضايانا الوطنيّة أو ملفاتنا المهمة، بشكل يثير الحيرة وعلامات الاستفهام والتعجب!، نحن هنا لا نتحدث عن وجهات نظر وآراء وتحليلات تتناول أو تعلق على الأخبار والأحداث فهذا أمر طبيعي، نحن نتحدث عن انتماء واستماتة وعيش أدق التفاصيل كما لو أن هذا الشخص هو عضو في ذاك الحزب أو تلك الدولة أو حتى "شبيح" لذاك الجنرال، أو لتلك الميليشيا!!، على نحو يدفعه للاستقواء على وطنه وتقزيم مواقفه مقابل الإعلاء من مثله الأعلى خارج الحدود.

هذه الحالة تستحق الوقوف طويلاً على أسبابها، والعمل على معالجتها، فأخطر ما تؤتى الأوطان من قبله؛ هو صفها الداخلي، وأسوأ الطوابير، طابور خامس، سرعان ما ينحاز للعدو في ساعة الصفر، فنحن اليوم في سياسة خارجية لا تنحاز كثيراً في مواقفها، ولكن من الحتمي أن يكون لنا مواقف قطبية مع طرف ما، حينها سنجد بين ظهرانينا من يوالي عدونا، عندها لن نكون بالأريحية التي تمكنا من تدارك الخطر بالكامل، ولنا بما حصل لهزاع في قلب عمان ووصفي في القاهرة، وأحداث كثيرة كاد أصحاب الاجندات ان ينتصروا للخارج على حساب الأردن لولى تضحيات جسام وغالبية مؤمنة بوطنها وقيادة حكيمة صادقة، واليوم نحن في غنىً عن إعادة الكرة لا سمح الله، عبر تكاتف حكومي شعبي يعزز الثوابت ويبني الوعي الوطني ويرسم ملامح الهوية الوطنية الجامعة، وأن يكون ميدان الفكر والعمل منصباً على البناء والإنجاز، لا أن نكون أمام "مزاد" للولاءات هنا وهناك.

Sultankhalayleh@yahoo.com

مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/06 الساعة 09:39