زيــــد نفـــ ـاع: مـغطـس الأردن.. قـبلـة المسيـحييـــ ن في العـالـم
نفاع: ما يعيب إدارة الاقتصاد الأردني هو أن على رأس الهرم الاقتصادي شخصيات من شتى التيارات تقود، معا، فتجد في الفريق الاقتصادي المحافظ، والليبيرالي، واليساري يقودون برنامجا كل وفق رؤيته، كعملية شد حبل لا تنتج شيئا سوى حرقا للوقت لم نعد نستطيع الصبر عليه
مدار الساعة – محرر الشؤون الاقتصادي - يريد أن يحوّل التاريخ إلى أرقام. والأرقام إلى أموال على هيئة سياحة. "نعم لدي عصا سحرية، فيما يتعلق بالقطاع السياحي". هذا ما يقوله الخبير الدولي وقنصلنا الفخري في هنغاريا زيد نفاع.
وأنت تستمع إليه تدرك أن لديه خطة. يقول: "إذا سألتني هل تحمل عصا سحرية، أقول لك نعم أنا أحمل عصا سحرية، وأنا مسؤول عن كلامي في أن أحقق إنجازات لم يحققها أحد غيري".
لا يخوض القنصل الأردني في هنغاريا زيد نفاع في الوعود، في جعبته خطوات من لحم ودم، يضعها بين يدي المسؤولين على معطيات وأرقام.
بين الأعمدة الأربعة والجدران
الرؤية لديه واضحة. وهي رؤية ربما تستفز البعض لكنه على الأقل يمتلك خطة، في الوقت الذي يجنح فيه الآخرون إلى الأماني، يقول: "لدينا أعمدة اقتصادية أربعة يجب أن يقوم عليها صرح الاقتصاد الأردني: السياحة والنقل والخدمات اللوجستية والزراعة.
يدرك نفاع ان قوله هذه يستفز الآخرين، لكنه مع ذلك يتابع، "دون ذلك من قطاعات جدران فقط"، على حد تعبيره، "هي مجرد مكملات"
الكازينو والإيرانيون
لم نطرح على نفاع سؤالاً عن الكازينو لكنه في كل حال أجاب عليه وهو يقول: سئلت عن ملف الكازينو، فأجبت وأنا الخبير في الشأن السياحي أن الأردن اليوم غير جاهز له".. "الكازينو منشأة سياحية وهذه يتطلب بنية سياحية ناجحة ومتكاملة أولا وثانيا أن يكون مقبولاً شعبياً، وليس من أفراد فقط".
ويمضي في قوله: لسنا بحاجة إلى إيرانيين لينعشوا لنا السياحة الدينية، كما أننا لسنا بحاجة إلى كازينو.. يمكن صناعة سياحتنا من دونهما.. الإيرانيين والكازينو".
اقتصاد السلحفاة
يطلق نفاع على اقتصادنا الأردني باقتصاد السلحفاة وهو يقصد بذلك انه ذو خطوات بطيئة وغير المجدية اقتصادياً ومالياً.
المستقبل المنظور واضح بالنسبة إلى نفاع، وهذا ما يقلقه. يقول: إذا استمرت المعالجات كما هي، فنحن مقبولون على كارثة عجز الموازنة وارتفاع المديونية، وهو ما ينعكس على المواطن الأردني".
الأردن منطقة حرة
لا يعلم الخبير في الشأن السياحي ما المانع في أن تتحول المملكة بأسرها إلى منطقة حرة. بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. ثم تتحول دول الجوار إلى بحّارة وليس مواطنينا.
يقول: الجغرافيا تدعمنا، وتدعمنا الأدوات السياسية التي نمتلكها، كما يدعم كل ذلك وطن هو كل متر فيه متحف.
توقف زيد نفاع أمام الكثير من التفاصيل الاقتصاديّة والسياحيّة التي لا مجال الآن لذكرها. فسألناه عن المحاذير، فأجاب: ما هي خطورة ان اتحول الى منطقة حرة في المملكة؟ لا يوجد لدينا محاذير سياسية، ولو كانت لما بدأنا بالأنموذج الذي صنعناه في العقبة.
برغم أن هذا الانموذج صار يهرّب بضاعته من العقبة الى الأردن وليس من العقبة الى خارج الوطن.
بدلاً من أن أحوّل العقبة الى "مصفاة" تصدر الى دول الجوار، استدارت وتحولت للتصدير إلى الداخل الأردني. بينما لو كان الأردن منطقة حرة لتحولنا إلى قبلة اقتصادية تجارية، على أن تكون الضريبة هنا قليلة "5%" مقطوعة على سبيل المثال.
أكثر من ذلك، ما يعيب إدارة الاقتصاد الأردني هو أن على رأس الهرم الاقتصادي شخصيات من شتى التيارات تقود، معا، فتجد في الفريق الاقتصادي المحافظ، والليبيرالي، واليساري يقودون برنامجا كل وفق رؤيته، كعملية شد حبل لا تنتج شيئا سوى حرقا للوقت لم نعد نستطيع الصبر عليه.
يقول زيد نفاع لـ مدار الساعة: "وزراء يأتون بعقالهم بلا رؤية"، داعياً إلى أن يكون بين وزراء الفريق الوزراي "النقل والسياحة والتخطيط والصناعة والمالية ... فكر سياسي مشترك لتنفيذ استراتيجية يمكن النهوض فيها واظهار اثرها في ظرف ثلاثة سنوات فقط".
أول ما يعيبه نفاع في ملف السياحة في المملكة ان البنية التحتية ما زالت لم ترتق الى المستوى المطلوب منها.
ويسترسل الرجل في رؤيته قائلا: لو أردنا تعبئة طاقة العقبة جميعها من السياح لن نستطيع ان نضع أكثر من ثمانية آلاف سائح فقط بأربعة آلاف غرفة فندقية من مختلف التصنيفات، الرقم المتاح للغرف الفندقية في المدينة الشاطئية. من هنا يدعو إلى النهوض بالبنية التحتية السياحية.
ويقول: يجب أن يرى الفرد منا ان نجاحه الاقتصادي مرتبط بنجاح الكل الاقتصادي. ومن دون ذلك سنعاني ما نعانيه اليوم من شجع البعض ما يؤدي في النهاية الى تحطيم كل الخطط والبرامج التي نعمل عليها، مشيرا إلى حاجتنا الى منظومة متكاملة في العمل.
بعيدا عن قصة الأمن والأمان.. ماذا عن الاستثمار؟
لا يتركنا زيد نفاع نسأله، يسألنا هو فيقول: ماذا لو دخل علينا مستثمر وطرح علينا سؤالين: الأول: أي القطاعات الاقتصادية تهتم الدولة الأردنية بها من حيث الاستثمارات؟ أما السؤال الثاني فهو قل لي لِمً علينا أن نرى الأردن أفضل استثماريا من أية دولة اخرى.. لم هي افضل من الإمارات أو مصر أو تركيا أو المانيا أو اسبانيا أو إيطاليا وربما قبرص أيضاً..؟
ويُسهب الخبير الدولي في القطاع السياحي قائلا: بعيدا عن قصة الأمن والأمان، فهذه ليست ميزة الاردن وحده، فالأمن منظومة شمولية كاملة، ولا يمكن تستطيحها بمشهد أنك تستطيع أن تسير في شوارع المدن الأردنية من دون ان يعتدي عليك أحد. هذا ليس المفهوم الحقيقي الذي ينظر اليه المستثمر.
لِمَ أنا أحسن من غيري؟
نفاع يسأل "ما هي الحوافز التي نقدمها كي يركض المستثمرون وراءنا، متابعاً "هناك دول لديها مشاكل في الطاقة والعمالة لا تستطيع الاستثمار فيها، وهناك دول أخرى لديها مشاكل في عملتها المحلية، وأخرى ترتفع فيها الضرائب وهذه أيضا لا تستطيع الاستثمار فيها. إذن نحن نتحدث عن منظومة امنية متكاملة".
يؤكد نفاع أن علينا امتلاك إجابة على سؤال: "لم أنا أحسن من غيري؟".
الأردن هو فاتيكان الشرق
المفاجأة التي فجّرها زيد نفاع عندما قال إن المسيحية بدأت في الأردن ثم انتشرت في العالم، لهذا يقول: يجب أن نرى الأردن بكونه هو مهد الديانة المسيحية وليس الفاتيكان. نحن الاصل وليس الفاتيكان. وكل مسيحيي العالم يتمنون الحج إلى موقع المغطس. فالاردن متحف مفتوح ويجب ان ننظر اليه على هذا الأساس.