بقلم حسان ملكاوي
في مثل هذا اليوم فجعت القلوب وانقهرت النفوس وعاش الشعب حزنا شديدا بهذه المصيبة؛ لانه رغم الايمان بالقدر، ولكن نظرية المؤامرة ورصاصة الخيانة التي أودت بحياة وصفي أصابت كل فؤاد، وأوجعت كل قلب وأدمت كل عين.
منذ ميلادك وليومنا هذا مر قرن كامل، نصفه عشته معنا جسدا وروحا وحركات وافعالا، ونصفه تعيشه معنا ذكرى ومبادئ ونظريات وحكايات.
وصفي ما فعتله في نصف قرن تعجز عنه امم بعشرات القرون ، وما زلت فينا لانك أيقونه ورمز في القوميه والسعي لتحرير فلسطين الحبيبة، ودعم مسيرة الكفاح لتحرير أرض اغتصبت وشعب عانى وعاش ويلات الحرب والاحتلال.
وصفي قائد في مدرسة عنوانها العلم والبناء،
وصفي قاضٍ عنوانه لا رحمة لفاسد،
وصفي مزارع آمن ان الانتاج الزراعي اهم مقومات الدولة، ودافع عن الأراضي الزراعية ومنع وصول البنيان التجاري والعمراني اليها.
وصفي رمح من رماح الوطن التي عاهدت واوفت وبذلت واعطت وعملت واخلصت وزرعت لتحصد الاجيال الثمار وسراجا بقي يشع بنوره حتى بعد رحيله
شهيدنا وصفي حكاية فصولها لا تنتهي برحيله نثر وردا في زمن كثرث في الاشواك، زرع حبا في زمن اشتعلت فيه عناصر الفتته لزرع الكراهية.
بعد حوالي خمسين سنة لا زال الشعب يذكر وصفي ويضرب به الامثال ويشيد بالافعال وتتغنى به القصائد والمقالات وينادي عليه الأحرار، رغم انهم ما عايشوا وصفي، لكنهم قرؤوا التاريخ وعرفوا المبادئ والقيم التي زرعها، وادركوا ان شعاره العمل العربي المشترك، وعنوانه الوحدة للتصدي للاخطار التي تواجه الامة، واولويته دعم الكفاح المسلح لتحرير فلسطين الغالية وتلك المفارقة التي تثبت ان العمر لا يقاس بالأعوام والأيام بل إنجازات ومواقف وفكر حكيم ورؤية ثاقبة، ومدرسة لا زال وسيبقى الكثيرون يدخلونها ويتعلمون منها.
لقد رحل شابا وما زلنا نبكيه ونشعر بفراغ تركه، وما زلت يا شهيد الوطن مخلداً بالوجدان، حيث ساهمت في بناء النهضة والعزة للوطن الحبيب، وآمنت ان العمل بصدق وإخلاص ونزاهة واستثمار الموارد في الاتجاه الصحيح واستغلال الثروات البشرية والطبيعية والزراعية هي الاساس لطريق المجد والارتقاء وان الجيش هو سراج الوطن وسياجه.
