الخوالدة يكتب: حبيب الزيودي

في الوقت الذي يوجه فيه جلالة الملك الحكومة لرفع وتيرة التنمية، نستذكر شاعر الأردن الفقيد حبيب الزيودي -رحمه الله- ؛ سنديانة الأردن الذي ولد في العالوك القرية الاستراتيجية بموقعها والتي تنتشر فيها شجرة السنديان ومن جمالها وصلابتها يستمد عزمه وحبه !. والذي تأثر وأثر بالفكر الوطني وقدم قصائده في حب الوطن وشعبه وفرسانه..

في مثل هذه الأيام حينما فاضت روحه الطاهرة، أعلن الحداد عند الجميع .. الحركة الثقافية ومن ضمنها كلية الآداب في أم الجامعات .. إمتلأت الجامعة الأردنية بصوره واشعاره وكنت حينها على مقاعد الدراسة في قسم علم النفس في الجامعة الأردنية هذه الكلية العتيقة التي قدمت الكثير وكانت أول كلية في الجامعة الأردنية ...

إنه وطن قائم على الشهداء ومسيج بالشهداء ، قائم على الانتماء والولاء ، قائم على إرادة الإنسان الأردني في الريف والمخيم والبادية..وطن تنكسر أمام عزيمة أبناؤه كل من أراد به شرا من الفاسدين والمفسدين والمتآمرين والأعداء.. فتحية فيه للجند والعسكر وتحية الى المعلم وتحية لكل وطني شريف يقاتل في معركة النزاهة والدفاع وكسر ظهر الفساد !

ليس هناك اجمل من حب الوطن، والوطن الذي ترتسم صورته ووجدوانه وقصته على ثراه الطيب وتاريخه العتيق ، حيث الحضارات القديمة ، والحضارة العربية والإسلامية، ومن عمق معانيها بلادنا المباركة التي جاء ذكرها في القرآن والسنة.. من هنا كانت الشرارة الأولى لاسترداد بيت المقدس ، ولا زالت في الوجدان وبين احضان المكان معركة مؤتة شاهدة على أهمية بلادنا التي باركها الله ، هذه الأرض التي يسكنها خيرة الناس وعلى رأسهم عمود البيت وعميد آل البيت إبن هاشم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المفدى .. والأردنيين أهل الطيب والفزعة والوفاء والصبر والتحدي على الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الدين.. أهل البأس الشديد فرسان المعارك منذ الحشود الأولى لمعارك صلاح الدين الايوبي لفتح بيت المقدس واحفادهم الذين ينتسبون للجيش العربى المصطفوي: وعلى سبيل المثال تعتبر مدينة الزرقاء التي ولد بالقرب منها شاعرنا مدينة أممية عالمية كما هي عمان وأخواتها من المدن تمثل الأمة بعنفوانها وطيب أخلاقها ففيها من جميع الأصول والمنابت العربية والإسلامية وكل معه قصة مشاركته الطيبة في بناء الاردن مسلمين ومسيحيين من أهل هذه البلاد.. بلادنا التي احتضنت الخير من أيام بعثة النبي عليه الصلاة والسلام حيث كانت تجارة قريش في الصيف وهذه من نعم الله علينا .. اسماء بعض مدنها وقراها هي بحد ذاتها تاريخ ضارب .. وأسد من بين أسود هذه البلد أرسله الله للانتقام من عدو الرسالة السماوية عتيبة بن أبي لهب الذي تطاول على رسولنا الكريم !. وفي صحراء هذه البلد استظل رسول الله عليه الصلاة والسلام ..البلد التي كانت قريش تتغنى بجنانها ؛ : "إنَّ محمّدًا يعدُ أصحابه بجنان كجنان الأردنّ"

(سادة قريش كما ورد في سيرة ابن إسحاق)
ويقول المتنبي في مدح بدر بن عمار أمير طبريا:
أَمُعَفِّرَ اللَيثِ الهِزَبرِ بِسَوطِهِ … لِمَنِ اِدَّخَرتَ الصارِمَ المَصقولا
وَقَعَت عَلى الأُردُنِّ مِنهُ بَلِيَّةٌ … نُضِدَت بِها هامُ الرِفاقِ تُلولا
وَردٌ إِذا وَرَدَ البُحَيرَةَ شارِباً … وَرَدَ الفُراتَ زَئيرُهُ وَالنيلا

إذا هي منطقة خير مشهود لها بالخيرات والشجاعة والإقدام ، ومن عصر المتنبي نعود إلى عصر حبيب الزيودي رحمه الله ونردد كلماته الوطنية التي تلامس القلب والوجدان..

حبيب الزيودي .. الذي خاطب الغائب الحاضر فرسان الأردن وصفي وهزاع ورفاقهم الأبطال على طريق العز والإكبار برجالات الوطن .. وفي حب ابو الحسين الهاشمي وفي حب عمان الحبيبة الغالية ...

صباح الخيرْ يَا عمان
يَا حنّه على حنّه
يَا فوح الخُزامى والندى
ويَا ريحة الجنّه
ويا دار بناها العزّ
لا هانتْ ولا هنّا
أهِلْها جبال فوق جبال
بيها المجد يتغنى
وإنْ تتْبدّل الأيام
حنّا ما تبدّلنا
صباح الخير يَا عمان
يَا حنّه على حنّه
يَا الماتعرف النكران
ويَا التعطي بلا منّه
ويا دار الكرام اللي هلِكْ
سنّوا الهوى سنّه
صباح الخير يا عمان
يَا حنّه على حنّه
كفو و تدوم يا بو حسين, نبعٍ نرتوي منه
و اذا طلو ضيوف الخير يوقد هيله و بنه
وإنْ تتْبدّل الأيام
حنّا ما تبدّلنا