الدكتورة سجى حامد *
التواجد المتنامي للمرأة في القطاع الصحي عموماﹰ والصيدلة خصوصاﹰ موضوع لا يمكن التغافل عنه وﺇنكاره. ففي الولايات المتحدة الأمريكية تشكل النساء 61.9 % من عدد الحاصلين على شهادة الصيدلة في عام 2017. كما تشكل النساء في الولايات المتحدة الامريكية ثلاثة ارباع العاملين في القطاع الصحي بمختلف المجالات.
في الأردن يتشابه الحال حيث بلغ عدد اﻹناث الصيدلانيات المنتسبات لنقابة الصيادلة في الفترة من 2017-2018 ما نسبته 77.7% من العدد الكلي للمنتسبين.
المرأة بشكل عام- في الولايات المتحدة الامريكية وفي الأردن- تظهر توجهاﹰ واضحاﹰ للدراسة والعمل في القطاع الصحي كما انهن يشكلن مصدر موثوق لتقديم الرعاية الصيدلانية والمشورة للمريض، خاصة بالنسبة للنساء الاخريات، كما أنهن يساهمن بشكل فعّال من خلال دراستهن بمساعدة أسرهن في ﺇتخاذ قراراتهم المتعلقة بصحتهم.
في الستينات، شكلت النساء 8٪ فقط من جميع الصيادلة في أمريكا، واليوم يشكلن 55٪ من القوى العاملة في مهنة الصيدلة، ومن المتوقع أن يستمر هذا العدد في الارتفاع فحوالي 61 ٪ مما مجموعه 14000 دكتور صيدلة خريج في عام 2016 في أمريكا هم من الاناث.
والحال في الأردن شبيه بأمريكا فبينما كانت نسبة الاناث الصيدلانيات المنتسبات لنقابة الصيادلة لا يتجاوز 7% في الفترة من 1957-1966، ازداد العدد ليصبح عام 2018 نسبة الاناث 64% من المجموع الكلي للمنتسبين لنقابة الصيادلة.
في هذا اليوم -الثاني عشر من اكتوبر- من كل عام تحتفل المرأة الصيدلانية في أمريكا بيوم خاص تكريماﹰ لها ولدورها و تم اختيار اليوم الثاني عشر من شهر اكتوبر تكريماﹰ لأول صيدلانية أسطورية في أمريكا -إليزابيث غولينج غرينليف- والتي أنجبت 12 طفلاً وتمثل نموذجًا ملهمًا لآلاف النساء اللواتي يحلمن بأن يصبحن صيدلانيات.
تقول سندي بيج وهي نائب رئيس لمؤسسة كاردينال للرعاية الصحية وتطويرالأعمال في أمريكا أن المرأة الصيدلانية في أمريكا تحتاج الكثير من الخطوات الداعمة والجدية لتتمكن من الحصول على نصيبها العادل من المواقع القيادية في مجال مهنة الصيدلة و خصوصاﹰ في مجال ملكية صيدليات المجتمع. ففي الولايات المتحدة الامريكية معظم مزاولي مهنة الصيدلة من الإناث مما يعني ان المرأة تلعب دوراﹰ هاماﹰ في تقديم العناية الصيدلانية والمشورة الدوائية للمريض في كافة انحاء البلاد وعليه فإن رقي وتقدم مهنة الصيدلة والرعاية الصيدلانية المقدمة للمريض مرتبط لا محالة بتمكين المرأة الصيدلانية ودعم تطورها المهني. كما تؤكد السيدة سندي بيج انه لن نستطيع الحصول على مهنة مزدهرة في الصيدلة اذا لم نقم بدعم وتمكين ما نسبته 60% من الصيادلة الممارسين لمهنة الصيدلة بأمريكا.
وهذا الحال ينطبق على واقع المهنة في الأردن والذي تشكل فيه الإناث الصيدلانيات المقيمات في الأردن ما نسبته 69% من مجموع الصيادلة المقيمين والمنتسبين لنقابة الصيادلة الاردنية وعليه فإن المرأة تلعب دوراﹰ هاماﹰ في تقديم العناية الصيدلانية والمشورة الدوائية للمريض في الأردن ورقي وتقدم مهنة الصيدلة والرعاية الصيدلانية المقدمة للمريض مرتبط لا محالة بتمكين المرأة الصيدلانية ودعم تطورها المهني لدينا.
في الولايات المتحدة الامريكية 25% من الصيدليات الخاصة فقط مملوكة للأناث ويعتير ملكية الصيدليات الخاصة أمر مسيطر عليه من قبل الرجال، لذا تحتاج النساء الصيدلانيات في أمريكا المزيد من الدعم ليتمكنّ من السيرفي اتجاه ملكية وادارة صيدلياتهن الخاصة. ويعتبر تمكين المرأة الصيدلانية لملكية الصيدلية وقيادتها –كما تقول السيدة سندي بيج- حجر الأساس لدفع عجلة ممارسة مهنة الصيدلة وتقديم الرعاية المثلى للمريض فالمرأة الصيدلانية بحاجة لأن تدرك أن إقتناء صيدلية خاصة بها والعمل فيها هي احد خيارات مهنة الصيدلة وتحتاج من اجل أن تسلك هذا الطريق الدعم والتشبيك مع نساء صيدلانيات يمتلكن صيدلياتهن الخاصة ويعملن بها، و لهذا السبب تم انشاء مبادرة المرأة في الصيدلة في عام 2012 في الولايات المتحدة الامريكية لمساعدة المرأة الصيدلانية لإمتلاك صيدليتها الخاصة والتعاون مع المنظمات المهتمة بتمكين المرأة لمساعدتها على ذلك وايضاﹰ تقوم بربط الصيدلانيات وطالبات الصيدلة ببعضهن وتقديم الدعم والارشاد لهن لتحقيق ذلك.
المعلومات المتعلقة بالولايات المتحدة الامريكية في هذا المقال مأخوذ من مقال بعنوان:
#WomenPharmacistDay: Why empowering women is good for the future of pharmacy? By Julie Wilson, Essential Insights contributor, October 2019
