أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الأزمة بين الحكومة ونقابة المعلمين.. الطاولة تتسع فهل يكون الحل بما لا يحمد عقباه

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

كتب: محرر الشؤون المحلية

الأزمة بين الحكومة ونقابة المعلمين وقد اخذت مداها، يجب ألا تكون "كرة الثلج" التي تتدحرج لترتطم بثقلها وصقيعها رأس الطالب باعتباره محور العملية التربوية التي على أساسها ينهض التعليم او يتدمر، فأين المصلحة الوطنية؟!

بالتأكيد، ومجرد ان بدأنا الحديث بمصلحة الطالب فإن هناك من يصم آذانه وكأننا ضد النقابة وضد المعلم، ليرد بالهجوم المضاد، وهذا ليس صحيحاً ولا يهمّ، فالجميع مقتنع بأن الطالب هو الخاسر، شئنا أم أبينا، بما في ذلك وبقرارة انفس المعلمين والمعلمات الذين لا نشك أن جمعاً منهم ليسوا مع نقابتهم الى هذا الحد، سواء في مطلبيتها، او في خطاب بعض أشخاصها.

اما الخسارة الوطنية، ستظل حاضرة، ومسؤوليتها تقع على الحكومة والنقابة اللتين عجزتا عن ادارة الأزمة، فغلّبتا معاً، التمسك بالشأن المالي، والتعامل غير المقبول، في اجراءات الاحتجاجات وكيفيتها قبل الذهاب الى الإضراب، وهو الذي لا يقبل به على الإطلاق، من حيث التوقيت ولا المدة ولا الظرف السياسي.

اما السؤال الذي يظل حاضراً وينتظره كل الاردنيين ومن يحب مصالحنا ومصلحة الوطن، فهو : الى متى، وما الحل؟

ما هو مؤكد ان الأزمة لم تعد بعد "اليوم" وبعد هذا الاضراب الطويل المرفوض مجتمعياً، حواراً فقط على الطاولة بين الحكومة والنقابة او سيبقى بين الطرفين، فهذه أزمة مسّت الجميع، ووجعها ان لم يشعر به المتحاوران، فهذه كارثة حكومية ونقابية ولأنها كلما استمرت احكمت طوقها حول اعناق طلبتنا وقيّدت أيادي اولياء الأمور، والخشية ان ينفد صبرهم وصبر المجتمعات في المؤسسات الوطنية المتضررة، فيكون الحل بما لا يحمد عقباه، لا قدّر الله، وعندها لا ينفع الحكومة ولا النقابة الشأن المالي سواء لعدم توفر المطلوب او لتمترس النقابة وفرضه على طاولة الحوار.

على النقابة ان تستعيد دورها التعليمي وتستعيد مكانتها الاجتماعية لما فقدته في تعنتها، وبعد شعور بدأت تتملم به قطاعات مجتمعية واقتصادية وحتى سياسية، لمواصلة الاضراب.

كما على النقابة ان لا تلتفت الى التأييدات التي تظهرهنا وهناك، فهي مناكفات للحكومة، ولكن في الوقت ذاته لا نشك ان هناك من يقف الى جانب المعلم باعتباره مواطناً يقدم خدمة شأنه شأن أي مواطن آخر، ويضاف الى ذلك، ان هذا التأييد المبطّن ليس حباً بالنقابة، التي يجب ان تحّكم عقلها لتكون نقابة تسمو بالجانب التعليمي على أي مصلحة مادية، وإلا صار شأنها، شأن من لا يهمهم شأن الوطن.

تستطيع نقابة المعلمين ان تستخلص الدرس بكل الذي جرى، وذلك بأن تعلق الإضراب وتطالب بحق المعلم بإسلوب آخر، وستجد المجتمع الاردني بكل مكوناته الى جانبها، وإلا فإن استمرار الإضراب لن يجلب الا القاء الطالب الى الشارع وازدياد اعداد الذين فقدناهم في مشكلات كثيرة نعلمها جميعاً، فهل ترضى النقابة بهذا؟.

مدار الساعة ـ