بقلم: إبراهيم السواعير
هل يكسر رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الدكتور مصطفى حمارنة صباح اليوم في "شومان" الروتين ذاته، والمرافعة إيّاها التي دأب على سماعها مثقفون ومهتمون بالمشهد الثقافي الأردنيّ، المرافعة التي تقلّ فيها التداخلات لتتضاءل أشتاتاً من تمنّيات؛ أمام المرافعة العملاقة لوزارة الثقافة في صفحات كثيرة العدد، تتحدث فيها عن مشاريعها وبرامجها وعن رؤية وزيرها السابق واللاحق بعد طول إقامة، في نقاط يضيق عنها مجلّدٌ يفرح به المجلس ويضمّنه إلى ما يتوافر عليه أصلاً في هذا المجال؟!
إذا ضَمنّا أن تبتعد الجلسة عن وقائع المؤتمر الصحفي للوزارة، باتجاه تنويع الطيف الفكري، إذ نفترض أنّ كلّ الأطياف سواء في الإثراء وقراءة الذهنيّة الثقافيّة الأردنيّة وفراغها الحاصل وإحباطها المتوالي في ظلّ الظرف، ساعتها نستطيع أن نبتعد عن تعداد الإنجاز إلى توسيع الآفاق، لأنّ هذه الذهنيّة هي من التعقيد بحيث تظلّ أكبر من رؤية عجلى وسريعة لأكاديميين أو محترفي مبادرات لا تمكث في الأرض، أرضها هنا وآفاقها هناك.
إنّ رؤية المجلس يجب أن تشتمل على أكثر من رؤية، لا أن تتصنّم بالتعداد، فالاجتراح والتوصيات، والتي هي عادةً ما تكون مخنوقةً ويلمّ المنتدون شعثها على عجل، ينبغي أن تكون بحجم الوطن كلّه، ليس تنظيراً وإنّما تصحيح وعملٌ فعلي، فليس التنظير كلّه يقبل التطبيق، كالمجالس الثقافية في المحافظات التي تقاتل على عضويتها وهي تطوعيّة كل مثقفي المحافظات ففشلت الفكرة بعد زياراتٍ مكوكيّة وعرائض إعلاميّة شغلت الناس زمناً، والأمثلةُ كثير.
إذا ضمنّا حضور كلّ ألوان الطيف الفكريّ، والتداخل الكافي والمنتظم في محاور محددة، وإذا ابتعدنا عن الوصاية الثقافيّة إلى تداول المشهد، وإن سُمح للصحفيين والإعلاميين المشتغلين في الهمّ الثقافي أن يرتاحوا من الإشادة فيتحوّلوا إلى النقد، حينها تتحدد الأطر، وما تبقّى يكون على شكل تفاصيل في قراءة هواجس الشباب والإبقاء على ذهنيّاتهم أو تغييرها تبعاً للانسجام أو الغربة عن محيطهم المجتمعيّ قيد النقاش.