انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الزعبي يكتب: إلى الطائر المؤابي.. موسى حجازين

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/24 الساعة 10:34
حجم الخط

مدار الساعة - كتب: إبراهيم الزعبي -

أيّ سر فيك أيها الطائر المؤابي... أيها الانسان والفنان المبدع؟.. يا ابن مؤاب والسماكية والوطن.... أي ارادة صلبة تحتضنك أيها الصديق ؟.. المتعب اليوم... حيث يتكسر عند ضفافك جبروت المرض الذي لا يقهر... لقد كنت في فنك... الماء والنار والأرض والحب والحرب والانتصار... فمن كوميدياك السوداء بدأت حياة... مجبولة بالوجع والدمع وتراب الوطن... ومن اخلاقك انبثاق العطاء الأزلي.... وفيك روعة الصفات على مر السنين... عكست (تشوهاتنا) العميقة وشوائبنا الكثيرة.... ونقلتها الى فضاء أرحب... فجعلتنا نضحك على أنفسنا عند مشاهدتها... كنت ذاك الفنان التلقائي المتميز... منذ ان أذنت للصلاة لفجرك الطالع... فصلينا معك... بدأت صرختك المدوية مفعمة ومليئة بالرجاء... علها تجد الصدى..تقوَم اعوجاجا مفترضا... قد يكون أو لا يكون.

يا موسى.. يا سمعة.. يا ابو صقر وعطا... ما تبقى من موائدنا لم يعد يكفي لمواسم... كنت دوما مؤمناً بهذا الوطن... تستشعر بصوت مسكون, آلام الزمن القادم آماله... داعياً ايانا صون كرامة شامخة, لا تخشى ضياعها فحسب... بل لتزرع وتؤكد روح العناد الجميل في عروبتنا, خوف من افتضاض بكارة النقاء والصفاء.

يا سمعة.... أنشدت لتراب الوطن... وانشدنا معك... كنا نتلمس في كلماتك وتقاسيمك ذلك الخيط الرفيع الصلب... الذي تجذب به عشاق الوطن والعروبة قسرا لرائحة الطلع وعبق الزنابق... وظلال حواري عمان التي تفوح منها رائحة الياسمين غروبا... وابتسامة الاطفال الشقية صباحاً... لقد رسمت بفنك المرهف وطنا في عيوننا يرفل ببردة الزهو والفرح... وحيث يصلب الجوع والاسى... كانت تقاسيمك له ظلالا... لم تنسَ ذاك الرحم الذي ضمنا... انه الوطن!... وطن جميل يحتضن أبناءه بمودة عارمة... وطن ناجيناه معك عبر زهو الوتر... كان اتفاقنا مطلق فيه... فلا وجود للنسبية في هذا الأمر أبداً.

أيها المؤابي الطيب...حين نراك لا ندري هل نضحك أم نبكي؟ فحين يتمازج العشق والكون... كل شيء يتوحد في محراب فنك... فأنت مرآة ذاتنا التي عكست بخفة وعمق (عورات) مجتمعك.. فحملت أوجاعه وهمومه بصدق... وبسخرية مطلوبة في زمن اليأس ربما!... لقد أضحكتنا ضحكا مجبولاً بالمرارة والحزن... وابكيتنا الى حد الوجع... لكنك علمتنا أن شفاهنا خلقت لكي تبتسم... فطوبى لك ايها النبيل...أيها اللين الثائر... بكل تلك القسوة اللذيذة.. شفاهنا تلهج لك بالدعاء.... لقد أودعناك قرآنا وانجيلا على سريرك... ونور ايمان متوهج ومتجدد... يهزم الظلام والمرض... فانهض لنا فما زلنا الأحوج اليك... وما زال على هذه الأرض ما يستحق الحياة.

ibrahim.z1965@gmail.com

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/24 الساعة 10:34