انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

المعايطة يكتب: مصالح خاصه

مدار الساعة,مقالات,مجلس النواب,الملك عبدالله الثاني بن الحسين
مدار الساعة ـ
حجم الخط

محمد امين المعايطة
هل يُعقل ان المصلحه الشخصية هي القوة التي تُحدد لنا حقيقة او عدم حقيقة محبتنا لبعض !!!!

وهل يمكن ان ابراج محبتنا الكبيرة المبنية على أساس المصالح الشخصية ستبقى شامخة نحو السحاب !!!!!

في الحقيقة، الإنهيار هو النتيجه المحتومه

لا تُعلِّقو الامال ولا تُشغلو البال

غوستاف إيڤل جعل كل مصالح الدنيا عبيدا عند محبته ، محبته الصادقه المجردة ، لذلك نرى ان بُرجه الشامخ مازال شامخا، وان كل المُحبّين يقصدون صورة تذكارية قُرب أقدامه .

تعلمنا أن الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضيه نتكلم به للأسف لكن لانطبقه أي طريقه هذه و أي بحر هائج من الأمواج التي ترطم أجسادنا بالماء نسبح به وربما تلك الأمواج القويه تقذفنا إلى الصخور، ولا نعلم نهاية لهذا البحر العميق ، وتلك الأمواج الطائشة التي تحيط بنا .

فالجميـــع يجري وراء الشهوات والرغبات ولم يعد هناك شخص مقتنع بما في يده، أو بما أنعم الله من فضله عليه فالمرتشي لم يكتفِ بما أخذه من مال حرام فهو يبحث عن الزيادة، وتاجر المخدرات والسلاح لا يهمه مصدر ماله فالمهم هو الربح.

ولا يختلف الحال بالنسبة للممثل والإعلامي فبعضهم لا يهمه الفائدة من عمله فالمهم العقد والعائد من الإعلانات وشركات الرعاية، وهناك جشع التجار الذين يمصون دماء الفقراء من زيادة مصطنعة وليست حقيقية لغياب الدور الرقابي من الدولة والضمير الشخصي لهؤلاء التجار.

وكذلك الحال بالنسبة للمدرس الذي أصبح يهتم بالدروس الخصوصية وليس بالحصة المدرسية وبعض الاطباء الذين يتاجرون بعلمهم وأصبحت مهنتهم الربح وجراحة تقطيع الناس والغلاء بدل ما تكون مهنة الرحمة ومساعدة المرضى على التخلص من أوجاعهم، فأصبح الآن يتحمل المريض المرض وكيف يستطيع تأمين العلاج.

وحتى بعض المحامين الذين عملوا دور التاجر في بعض القضايا .

والحال لا يختلف كثيرًا عن المسؤول أصبح يحلم بالكرسي الذي يجلس عليه حتى يموت، وربما يحلم بتوريثه لأحفاده قبل أولاده، فهذا الكرسي أصبح فتنة لمن يجلس عليه، فالمسؤول يخاف أن يتركه لغيره، فهو لا يهمه مصلحة البلد أكثر من مصلحتـــه الشخصية، فهو يرى في الكرسي الذي يجلس عليه مصدراً لا ينضب من الأمن والأمان، فنحن نعيش في دوامة الصراعات الداخلية ونسير نحو خطى القتل والسرقة والرشوة وبدأنا نترك رويدًا رويدًا تعاليم ديننا ونتجه نحو الهاوية.

أما من الجانب الديني فالرسول عليه السلام من أمه وليس جماعه حتى تظهر بعض الجماعات التي تدعي إنها تريد نصرة الدين ما هي إلا جماعات هدفها سياسي وليس إسلامياً، وأقحموا الدين في السياسة، وأصبح هناك أحزاب إسلامية سياسية وقد تقدم تنازلات من أجـــل زيادة عــدد المقاعد في مجلس النواب أو بعض الصفقات المشبوهة.

فنحن حقاً نعيش الآن زمناً صعبا حيث يواجهنا تحديات كثيرة من فساد مالي وإداري ورشوة مسؤولين وزنا ودعارة وقتل وسرقة وغيرها من الأمور التي دمرت حياتنا، وجعلت الجميع يبحث ويجرى نحو المصالح الشخصية، فلقد تحول البعض إلى طغاة وجبابرة .

إننا نعيش في ظل فساد طغى على الجميع ودخلت السياسة في قلوبنا قبل عقولنـــا وأصبحت معظم أفعالنا يحكمها المصلحة الشخصية قبل المصلحة العامة، فلو فكرنا قليلًا فيما مضى وفيما يحدث وما سوف يحدث نجد إننا بوصفنا كمجتمع لم يبقى لنا أي دور سوى دور واحد تفوقنا وتميزنا به وهو الانقسام والتفتت .

إن الطريق الذي نسير فيه الآن وراء المصالح الشخصية والتفكير في الذات والانجراف وراء الفيس بوك واليوتيوب وفبركة الأخبار والبحث عن الإعلانات والربح وعــدم الاهتمــام بالتعليم وبالمحتــوى الثقافي والبحـــث عن الربح السريع أيًا كان مصدره، ما هو إلا بدايـــة طريق الانهيــــار التـــام فهــو طريق غير نافذ ولن نصل من خلاله إلى بر الأمــــان، فعلينا أن نترك الصراعات بين بعضنـــا وأن نبتعد عن التفكير في المصالح الشخصيـــة ونلتزم ونتبـــع الطريق المستقيم، وأن نتعايش في سلام وفى أمن وأمان فالدين لله والوطن للجميع، فالفرصة ما زالت متاحة، فإما أن نغير من أسلوب حياتنا وتفكيرنا ونسلك الطريق الصحيح الذي سلكه السلف الصالح ونعمل بكل جهد واجتهاد ونتعاون على البر والتقوى، أو نظل نسير في طريق الانهيار.

حمى الله الأردن بلداً منيعاً بقيادة سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم

مدار الساعة ـ