رعاة البقر في المنطقة التي تعرضت أبقارهم للسرقة، اشتكوا إلى مسؤول أمن المقاطعة لكن دون جدوى، ولم يستطيعوا وقف السرقات. وكان بينهم راعي بقر ذكي، وذو خبرة بالموضوع، تقدم باقتراحٍ للمسؤول الأمني، يستطيع من خلاله معرفة "سارق البقر". يقوم الاقتراح على أن يتم إغلاق المنطقة كاملة، ويخرج كل راع ببقره، وبالفعل خرج الرعاة مع أبقارهم، وساروا على شكل "قطعان" متآلفة، ومطمئنة لبعضها البعض. أما البقر "الحرام" المسروق فقد انطلقت كل بقرة منها باتجاه مخالف للأخرى، وما لبثت أن تعرفت على قطيعها الأصلي، والتحقت به رغم الوشم الذهبي على جلودها، فبقي السارق بلا بقر، وهكذا تم اكتشافه والقبض عليه!.
تذكرني هذه القصة بما أقدم عليه بعض الذين يظنون أنهم "أذكياء" من دفع مواطنات ربما تكون معظمهن من صاحبات الحاجة المادية، دفعهن للذهاب إلى مدارس الطالبات، من أجل الضغط على معلماتها لإنهاء إضرابهن، فقد فضحهم "الوشم" الموحد لليافطات الثمينة التي لا تقدر على ثمنها العائلات المستورة، وخاصة أنها مدارس حكومية، كما إن عدم انتظامهن، وحديثهن غير المترابط فضح "فلم الكاوبوي". أمهات ليس لديهن أبناء، أو بنات في تلك المدارس، وأخريات جئن من مناطق بعيدة، أو متباعدة جدا عن منطقة المدرسة التي تظاهرن عندها!
أقول للصوص الوطن بأن ألاعيبكم مكشوفة، ووشمكم الذهبي الثمين دليل على خستكم، وعداءكم للوطن، ألا فلتعلموا بأننا كلنا مع المعلم، وإننا كلنا مع الوطن، ونقول لجلالة الملك: أن هؤلاء يكذبون عليك يا سيدي؛ وأنهم يشوهون صورة الأردن الجميلة في ناظري أقدس فئة في المجتمع، وهي فئة المعلمين، كلنا أمل بك يا سيدي أن تكشف زيفهم، وتلعن ألاعيبهم القذرة، فهم خبثٌ يدنس طهر مجتمعاتنا؟!!