سيف الله حسين الرواشدة
غرد الرئيس الأمريكي ترامب يوم الجمعة بصورة عالية الجودة لمنصة إطلاق صواريخ محترقة في مركز الأبحاث الفضائية الإيراني، بعد انفجار صاروخ كان معدًا لإطلاق الأقمار الصناعية، مفصلاً أن الولايات المتحدة ليس لها صلة بالانفجار واختتم تغريدته بتمني الحظ الجيد لإيران في معرفة حقيقة ما جرى.
حركت هذه التغريدة ردود فعل مختلفة في العالم، خاصة أن إيران لم تعلن عن هذه الحادثة التي وقعت يوم الخميس الماضي، فبين التهكم على الرئيس الذي أفشي صورًا حساسة تهدد الأمن القومي الأمريكي على وسائل التواصل الاجتماعي، وبين اخلائه لطرف الولايات المتحدة من أي مسؤولية اتجاه الحادثة بدون أي اتهام إيراني ونهايةً بالطريقة التهكمية التي تمنى للإيرانيين حسن الحظ في معرفة ما يجري.
وقد أتت هـذه التغريدة عقب محاولة الفرنسيين لإعادة فتح الحوار الرسمي بين الأمريكيين والإيرانيين بزيارة مفاجئة لوزير الخارجية الإيراني لقمة السبعة الكبار الأخيرة في فرنسا٫ بعد انقطاع المفاوضات نتيجة العقوبات الاقتصادية والرمزية التي فرضتها الإدارة الأمريكية على إيران عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية الموقعة سابقًا من إدارة أوباما واتباع الحكومتين سياسية اللعب على حد الهواية والتصعيد المحسوب وأخيرًا قصف إسرائيل العلني لمواقع مواليه لإيران في العراق وسوريا ولبنان.
هذه التغريدة على غرابتها تحمل رسالة عرض قوة أمريكية مبطنة بمعنى نحن نرى كل شيء إضافة لإحراج إيران التي بلغت نسبة فلشها في إطلاق الأقمار الصناعية حوالي ٦٦٪ من محاولتها مقارنة بنسبة ٥٪ العالمية٫ وتنظر الإدارة الأمريكية الى هذه المحاولات كغطاء لتطوير صواريخ عابرة للقارات قادرة على حمل رؤوس تقليدية وغير تقليدية قد تشكل تهديدًا لها في يوم من الأيام.
هذا في ضوء الإعلان مؤخرًا عن عمليه استخباراتية مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تحت اسم "الألعاب الأولمبية" جرت قبل ١٠ سنوات استهدفت المسارعات الإيرانية بفايروسات الالكترونية تخرب أنظمة برمجتها بهدف زيادة سرعة دورانها أو تقليلها لتنفجر في النهاية.
ختاما يبدو أن النزاع الأمريكي الإيراني انتقل من طاولات المفوضات والقصف الجوي والحشود العسكرية وعمليات التجسس والتخريب المعقدة الى ساحة التويتر، ساحة الرئيس الأمريكي المفضلة.
الرواشدة يكتب: ترامب يغرد بصور أقمار التجسس
مدار الساعة ـ
حجم الخط