انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

د. ابو ريشة يكتب: ذكرى الهجرة.. عبر ودروس

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/31 الساعة 22:29
حجم الخط

بقلم: د. عودة ابو ريشة

تعد الهجرة النبوية الشريفة بمثابة نقلة نوعية وتغييرا جذريا في تاريخ الأمة الإسلامية، حيث تعد ايذانا ببدء عهد جديد في تاريخ الدولة الإسلامية الحديثة، ومنها بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بإرساء دعائم الدولة وعاصمتها المدينة المنورة.

لذلك لا نريد أن نجعل من هذه الذكرى العظيمة مجرد طقوس وترانيم واحتفالات هنا وهناك وبعدها تتلاشى هذه الطقوس وكأنها يوم من الايام وعليه فلا بد لنا من ان نستلهم العبر والدروس التي اختطها الرسول صلى الله عليه وسلم باعتباره الملهم الأكبر للمسلمين واذا أردنا فعلا ان نبني الاردن الحديث فعلا لا قولا علينا أن نأخذ بهذه العبر:

اولا : الانتماء الحقيقي للدين ومن ثم لتراب الوطن وهذا ما حصل مع النبي العظيم صلى الله عليه وسلم حيث قدمت له اغراءات كثيرة من أجل ترك هذا الدين وتعاليمه لكنه قال كلمته المشهورة لعمه او طالب ( يا عماه والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن اترك هذا الدين ما تركته او أُهلك من دونه)

ثانيا : التخطيط المدروس القائم على العلم والمعرفة وحسن توظيف الطاقات عندما أراد الهجرة صلى الله عليه وسلم خطط لهذا الحدث الجلل حيث اختار الرجال الاكفاء المخلصين لدينهم ولنبيهم ورتب الأدوار بدراسة فائقة وبسرية تامة وكلٌ في اختصاصه وفي مجاله حيث كان الترتيب على النحو التالي:

- الرسول هو القائد

- أبو بكر الوزير المؤتمن

- علي بن أبي طالب الفدائي

- عبدالله بن أبي بكر مديرا للاستخبارات

- عامر بن فهيرة للتشويش ومحي الآثار من باب السرية واخذ الحيطة

- أسماء بنت أبي بكر وزيرة للتموين

- عبدالله بن أريقط خبيرٌ للصحراء وصاحب معرفة ومؤتمن ولو كان من غير المسلمين

وعليه فما احوجنا في بلدنا الحبيب الى التخطيط المدروس السليم المبني على العلم والمعرفة بعيدا عن التخبط والانانية والشخصنة.

ثالثا : المؤخاة بين الأنصار والمهاجرين حيث آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين الأنصار والمهاجرين من أجل الحفاظة على الوحدة الوطنية والاخوة في الله قال تعالى:( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). وهذا الدرس ما احوجنا اليه خاصة في وطننا الاردن الذي يحتضن بين ذراعيه الملايين من شتى الأصول والمنابت لانه بلد الحشد والرباط بلد احتضن كل طريد وكل شريد وكل مضطهد وكل مهجر وكل ملوع من انظمة البطش والظلم والقهر لكي ينعم في بلد الأمن.

اللهم اجعله عام خير وبركه وفتح وعزه وتمكين للاسلام والمسلمين

حفظ الله الاردن وأهله وقيادته المظفرة.

مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/31 الساعة 22:29