أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات شهادة مناسبات جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الخوالدة يكتب: المجتمع المقاوم لمؤامرة القرن ؟!

مدار الساعة,مقالات,مواقع التواصل الاجتماعي,التنمية المستدامة,مكافحة الفساد
مدار الساعة ـ
حجم الخط

المواجهة التي يقودها جلالة الملك معروفة للقاصي والداني وتحركاته وتحالفاته الدولية في سبيل القضية الفلسطينية وحماية الهوية الأردنية، وبالتوازي مع ذلك يجب إعداد العدة على الأمد البعيد من أجل دعم مواقف جلالة الملك.

السلاح الاستراتيجي هو قيادة هاشمية واعية، مواطنة فاعلة، وبناء أجيال قوية، بناء اقتصاد نهضوي حقيقي يعتمد على الذات .. مما يتطلب عمل خلية أزمة من أصحاب الخبرات و المبادرات الحقيقية لتشخيص واقع الحياه ومن ثم يتم الانتقاء لقيادة مبادرة إنعاش الاقتصاد الوطني كمبادرة وتكليف حكومة قوية تقر قانون انتخاب يخرج نواب أقوياء.. نحو مجلس نواب شعبي يمثل الشعب... إعادة الثقة أولوية بين المواطن والحكومة...تعليم وصحة واسكان وحدائق ومرافق وبنية تحتية، فالاسواق راكدة والرواتب قليلة والمواطنون مدينون للبنوك والشركات. وتنتشر المخدرات والعنف الأسري...

من أجل الوطن وقيادته ترخص الروح ومن أجل الوطن نبني بلدنا الحبيب لا يهمنا المتربصون بأمن الوطن ومستقبله والأنانيون الذين يزاودون علينا بالانتماء والولاء وكل ما يقدموه للوطن هو توارثهم وتبادلهم المناصب والمكاسب وكل واحد من هؤلاء يعمل على إحاطة نفسه بما يشبه ميليشيات غير مسلحة بهدف الإقامة بعيدة المدى وعمل أسباب وقائية لأنفسهم لعدم السماح للآخرين من الوصول إلى خدمة الوطن الا في أدوار ودوائر ضيقة..

كل هؤلاء همهم الألقاب وأن يركبوا السيارات الفارهة، أن يكونوا هم فقط فلا كينونة لغيرهم .. يتنافسون على الوهم ولا يقدمون اي شيء وينفقون أموالهم بما لا ينفع الوطن ولا شبابه ..

حقيقة اننا نخاف على المجتمع من خطورة مواقع التواصل الاجتماعي والتدليس والاعتماد عليها في تصديق الاخبار. مع أنها تكشف الكثير من الحقائق..

على المواطن أن ينتبه فكل مشاركة لخبر ما أو شائعة قد تكون مشاركة سلبية لدعم أيدلوجية الفساد أو دخول معركة الإطاحة بين الفاسدين لا مصلحة تجنيها سوى أن موقفك كمواطن يضعف..

التسريبات خطر وغالبيتها لا تهدف للخير وانما تصفيات شخصية ..

إن السبب الرئيسي وراء الاشاعات وتعظيم السفهاء وتحطيم الانفع للوطن هوس الأسبقية في نشر الأخبار ، حتى تجد الشخص ينقل الخبر دون عمل إعجاب أو مشاركة لناشره الأصلي أو أن يتيقن منه ولا هدف ولا تبعات نشره ..والاعظم من ذلك أنه قد يستغل ذلك من أطراف خبيثة بطريقة منظمة وهذا بطبيعة الحال يتم إخضاعه لتشكيل نفوذ ما من خلال تغيير اتجاهات التفكير .. من أجل تدمير بنية المجتمع وفقدان بوصلته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بل واستخدام قوة المجتمع من أجل تدمير نفسه وهذا منعكسه خطير لأن القيم والمبادئ الأساسية هي السفينة التي يجب أن تصمد لأنها هي صمام الأمان لقوة وتحمل المجتمع ورصيده وسلاحه الاستراتيجي.

أما هؤلاء النرجسيون في المجتمع.. ولو حتى احتاج الواحد منهم نجاراً أو فني ديكور قد يحاول أن لا يعطيه أجرته بالتخجيل ويبادله الوهم في خدمة مستقبلية ليس لها وجود أو شاغر وظيفة في أحلام شاب فقير يتعثر بالطرقات المملوءة بالحفر والأتربة واعقاب السجائر أو حملته حافلات الأجرة في توصيلة الموت في الماراثون الذي بدأ ولن ينتهي حتى إشعار آخر.

ولو نظر مثل هؤلاء لأنفسهم بتجرد من عيون الآخرين لرأوا قبح مسلكهم ... فالوطن أنا وأنت وجارك ..الوطن هو الجميع ..

ويكبر هؤلاء وتكبر مناصبهم..

عندما يكون محاطاً بالمسؤولين من الأقارب والأصدقاء فإنه سيجد نفسه مبدعا وسيتم تعظيم انجازاته لكي يبدو خارقاً للعادة ..

سوف يجدون أنفسهم في كل مكان يريدونه، وفي كل لقاء .. سوف يحرم الآخرون من فرص تقديم أنفسهم فالوالد أو العم أو الخال سوف يرتب له الأمور من أجل أن يزرعه من أجل مستقبل الأقارب ...

ألا تبا لهكذا ثقافة ...و بضغطة زر على الهاتف النقال يرتب أوضاعه ..

هؤلاء لا يمثلون الأردني في شخصية وصفي التل ولا في سائد معايطة وصهيب العجارمة ولا راشد الزيود ولا معاذ الحويطي ورفاقهم الأبطال الشهداء والجرحى..

وتحية العز والإكبار إلى كل الشرفاء الذين يشقون طريقهم بالتعب والصبر والتحدي ..فهؤلاء هم ملح الأرض وهؤلاء هم بناة الاوطان ..

ويتلخص الولاء والانتماء في أمرين:

الأول: حماية الوطن وحماية الشرعية في دولة المؤسسات والقانون.

الثاني: بناء الوطن وتمكين أبناء الوطن من القيام بهذا الدور ..

فلا يمكن لأي شخص يقدم منافعه الشخصية بصورة نرجسية أن يكون من اهل حماية الوطن ومن أهل بناءه .. وإن كان فسيكون بصورة مشوهة تضر الوطن وتعيق تطوره ..

إن غضبة جلالة الملك في اجتماعه الأخير بمجلس الوزراء هي حافز كبير لكل المحبين لوطننا من أجل عملية الإصلاح والتنمية المستدامة القائمة على الإنجاز ..

يا هؤلاء...

يا من لا ليس في قلوبهم رحمة بالوطن ولا بالمواطن.. أعطوا الآخرين أدوارهم فالوطن للجميع وليس لفئة أو مجموعة ما..

أيها الناس.. ولا حياة لمن تنادي لمثل هؤلاء !.

في النهار يطالب الناس بمكافحة الفساد وفي الليل يشاركون في ولائم الفساد والنفاق الاجتماعي ويتم تكريم الفاسدين مجتمعيا .. إن هناك فئة صامتة مطلوب أن تكون فاعلة واعية لأنها الفئة التي تخدم الوضع السلبي عن غير قصد وغير مكترثة بما يجري غير أنها تقف عائقا بالاصلاح التدريجي ...

المطلوب مواطنة فاعلة بعيدة عن الانفعال وتحافظ على الوطن ورموزه وليس إلى مغامرات وطنية لا تقل تدميرا بالوطن من الفاسدين أنفسهم..

إن السلاح الاستراتيجي للحفاظ على الوطن هو الإصلاح المجتمعي الذي يبدأ من الفرد والأسرة والعشيرة والقبيلة التي تحترم تاريخها .. وهو ذلك المعلم وذلك الأب والام اللذين يستطيعون إعداد جيل واعي محب لمجتمعه جيل قادر على دحر المؤامرات والفساد والمحسوبية. جيل لا يستسلم للمقولات والأمثلة السلبية جيل يعمل ويبدع .. وبذلك ينعكس على ذلك إرادة الإصلاح الشامل ..

اللهم احفظ الوطن واحفظ جلالة سيدنا المدافع عن العرب وعن الأقصى وعن فلسطين..

اعانكم الله يا جلالة الملك فأنت الاب الحاني والأخ العزيز لكل الاردنيين .. وما زال الوطن بخير

مدار الساعة ـ