يا قارع الطبل، وشادي اللحن، وعازف العود رفقا بالوتر، فلا السميع سميعا ولا صاحب الإحساس حساسا، فالأذن غير صاغية، والعقول ليست واعية، لما يدور ويجري حولها.
تقهقر وتراجع، قهر وذل، خضوع وإذعان، جوع وحرمان، فقر وعري وليال حمراء !! و أين؟؟في شوارع: مكة المكرمة, والمدينة المنورة ووصفي التل !!!!!!تحت سمع وعين ولاة الأمر وبمباركتهم وموافقتهم، إحباط وقنوط، بطالة وتكدس، شباب بلا عمل، إلا المدعوم بفيتامين الواو، بؤس ويأس، رجاء وفقدان امل، انتظار تلو انتظار لعل الفرج يأتي، ولكن طال الإنتظار، ونفد الصبر وفقد الأمل وحط اليأس رحاله.
فالحليم أصبح حيرانا، والكريم اعلن إفلاسه، وما عاد للشحاعة وقول كلمة حق وجود، ولا للمروءة تقدير، والتكافل والتضامن بلا مضمون.
فالحياة ضنكى وبجيوب الفقر حبلى والأمن والأمان في خبر كان، واضحى في خطر، والأيام تحمل أخبار القتل والحوادث بأي مكان، خطف وفقدان، والأخطار تحيط بالإنسان من كل حدب وصوب.
الصراع من أجل الحياة تغزوه مجاعة، مع فقدان امل بما يسد الرمق وينقذ من العوز. فكيف يقوى على الحياة وقد طواه الجوع، وأعياه العطش، وانهكه التعب، وضيق الحال كبت الأنفاس، والكلمات معدودة عليه ، ، ، فكيف يكون الفرد حليما وكريما وشجاعا وصاحب مروءة ؟؟!!فاليأس والقنوط أفقداه الأمل وجعلاه في مهب الريح..
لا لا، لا تيأس، ولا تقنط من رحمة ربك الكريم، وسعت كل شيء، فجذورك عميقة وراسخة، ونسبك رفيع فجدك اسماعيل الذبيح الذي افتداه رب العزة بذبح عظيم، ثوابا وجزاء له لأنه صدق واستجاب لرؤيا أبيه ابراهيم عليهما السلام، فقد صبر ونال رضاء الله تعالى.
واعلم أن الأيام دول، ولكل زمان دولة ورجال، وما يبقى حال على حاله، واعلم أن مع العسر يسرا، وبعد العسر يسرا، وما بعد الشدة إلا الفرج ، فاصبر صبرا جميلا وبالله المستعان، واعمل الخير ولا تندم عليه وساعد ذوي الحاجة، من دون انتظار كلمة شكر أو ثناء( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ...) ولا تنسى بأنه سبحانه وتعالى، قد كرم أمتك بآخر رسالة سماوية، على نبي عربي وبلسان عربي ، ولغة أهل الجنة عربية، كما ورد عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم..