بقلم د.صيدلانية روان سلامة
يعتبر التدخين من أسوأ وأكثر العادات السيئة والمضرة بالصحة انتشاراً في العالم وبين مختلف الأعمار وبين الشباب للأسف. حيث تتم عملية التدخين بحرق مادة التبغ واستنشاقها أوتذوقها.
وأثبتت الدراسات أن السيجارة الواحدة تحوي أكثر من ٧٠٠٠ مادة مضرة وسامة من بينها أكثر من ٧٠ مادة منها أُدرجت كمواد مسرطنة فهي تحتوي على النيكوتين الذي يسبب الإدمان وأول أكسيد الكربون والزرنيخ والأمونيا والفورمالدهايد وغيرها .ولا يخفى على أحد مضار التدخين الخطرة والكثيرة على الصحة اللتي وصلت من درجة خطورتها أنها سُجلت على علب الدخان حيث يكتب عليها هذا المنتج مضر بالصحة ويسبب الوفاة فالتدخين يسبب العديد من السرطانات وخاصة سرطان الرئة والحنجرة واللثة واللسان ويرفع من نسبة الإصابة من الجلطات القلبية ويزيد من مستوى الكوليسترول في الدم ويسبب الرائحة الكريهة المنبعثة من الفم كما أنه يسبب تسوس الأسنان والتهاب اللثة.ويزيد من حدة الأعصاب ويسبب الأرق الشديد للمدخن والإرهاق من أقل مجهود .كما قد يسبب العديد من أمراض الجهاز الهضمي مثل قرحة المعدة والإمساك ويقلل من شهية الإقبال على الأكل كما يؤثر على الصحة الإنجابية وهومن مسببات الصداع ويزيد من مشاكل الشيخوخة المبكرة حيث يقلل من نسبة وصول الأكسجين إلى الخلايا .بالنسبة لكيفية الإقلاع عن التدخين ينبغي التنويه بأن الإرادة والعزيمة هي من أهم أسباب نجاح إقلاع المدخن عن التدخين فيجب على المدخن أن يحدد موعد للإقلاع عن التدخين ويسجله عنده كهدف ينبغي الوصول إليه .ويجب عليه تجنب الأماكن المرتبطة يشكل وثيق بالتدخين مثل القهاوي والكافيهات .فلقد أثبتت الدراسات أن إذا نجح المدخن عن عدم التدخين أول عشر دقائق من الرغبة الملحة للتدخين يستطيع النجاح بشكل تدريجي بالتوقف عن التدخين لذلك عندما تأتي الرغبة الملحة للشخص يستطيع إلهاء نفسه هذه العشر دقائق بعمل مجهود رياضي أوالقيام بصعود السلالم ونزولها أوتناول علكة أوالانشغال بعمل مكتبي أومنزلي.
كما أن هناك العديد من منتجات الإقلاع عن التدخين اللتي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA واللتي من الممكن أن تساعد في الإقلاع عن التدخين للأبد .ويمكن استخدام منتجات الإقلاع عن التدخين لزيادة فرصة المدخن في النجاح حيث ينجح حوالي ٥٪ فقط من الأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين دون استخدام أدوية التدخين لكن أكثر من ٣٠ في المئة ينجحون عند استخدام هذه الأدوية .تقسم أدوية الإقلاع عن التدخين إلى نوعين:
١-بدائل النيكوتين وهي تصرف من غير وصفة طبية من الصيدلاني فهي تعرف كعلاج بديل للنيكوتين لأنها تحتوي على كميات متنوعة من النيكوتين وتأتي على شكل علكة نيكوتين ولصاقات للنيكوتين وأقراص استحلاب النيكوتين أقراص مص كما وتأتي على شكل بخاخ أنفي وجهاز لاستنشاق النيكوتين.
2- أما النوع الثاني فهي العلاجات اللتي لا تحتوي على النيكوتين وهي لاتُصرف إلا بوصفة طبية.وهي علاجات بوبروبيون وفارينيكلين حيث صدرت في عام ٢٠٠٩ تحذيرات شديدة بخصوص هذان العلاجان من قبل إدارة الدواء والغذاء الأمريكية FDA حيث أن تناولها من قبل بعض الأشخاص قد نتج عنه مشكلات خطيرة على الصحة العقلية إما في فترة تناوله أوبعد إيقافه ومن هذه المشكلات زيادة خطر الأفكار أوالسلوكيات الانتحارية والعدائية والاكتئاب .وفي عام ٢٠١٦ تراجعت إدارة الغذاء والدواء الأمريكة FDA عن قرارها بناءً على نتائج دراسة علمية موسعة توصلت إلى انخفاض خطر هذه الآثار الجانبية على الصحة العقلية عما كان متوقعاً وعليه فقد وجدت FDA الأمريكية أن منافع التوقف عن التدخين تفوق تلك المخاطر الناتجة عن الآثار الجانبية للدواء .فإذا كان الشخص يتناول هذه العلاجات وحصل معه تغير في المزاج أوالسلوك ينبغي عليه أن يبلغ الطبيب فوراً ويتوقف عن تناول الدواء.وفي النهاية يجب على المدخنين التفكير ملياً بضرورة التوقف عن التدخين وأنه ليس مستحيلاً فقط يحتاج إلى العزيمة والإصرار حتى يُجنب نفسه هذه الأخطار اللتي تعود بالسلب عليه وعلى مجتمعه.