أ. د نضال يونس
كثيرة هي الأحداث التي أخذت تتوالى على صعيد التعليم العالي فى الاردن، ما يجعل كل حدث محوراً لأحاديث الناس، ووجبة صحفية طازجة للإعلاميين، وأبرزها موضوع تقييم رؤساء الجامعات، وتعديلات قانون التعليم العالي، وارتفاع معدلات الثانوية العامة، وقبلها ايقاف الكويت وقطر اعتماد بعض الجامعات الاردنية وطلبة السودان وقضية الجسيم وغيرها.
كل تلك الأحداث وغيرها على أهميتها لا أراها مادة رئيسة امام الدور الحقيقي لجامعاتنا فى خدمة المجتمع، والمساعدة فى حل المشاكل التى تواجهه، ففي اللقاء المثير الذى تابعناه في جامعة البلقاء التطبيقية البارحة والذى جمع شيوخ ووجهاء معان والشوبك ووادي موسى مع ادارة الجامعة في مركز الجامعة وقلبها النابض بالحيوية والنشاط مدينة السلط بكل ما يحمل من معاني الود للجامعة التى وقفت وما تزال الى جانب اهلنا فى معان والشوبك، جاؤوا ليعبروا عن شكرهم وتقديرهم لما تم انجازة فى كلية معان والشوبك من تطوير وتحديث، وتوسع خلال الاعوام الثلاثة الماضية.
في ذلك اللقاء شعرنا بان معان والشوبك ووادي موسى والبادية الجنوبية "لينا وحقهم علينا"، خصوصا مع وجود اعداد كبيرة من ابناءنا الطلبة والطالبات الذين يسعون للحصول على تعليم جامعي يمكنهم من الحصول على العمل ويعينهم على مشاق الحياه فى ظل التراجع الاقتصادي وزيادة معدلات البطالة..قضية لاتخطئها العين، ولا تتجاوزها الاذن، في لقاء البارحة غصّ مبنى رئاسة جامعة البلقاء بالضيوف الكرام حتى لكأننا فى معان او البترا، وهذا ما دلل بوضوح، وعلى أرض الواقع، وبطريقة عفوية، بأن جامعة البلقاء فى مدينة السلط هي بالفعل جامعة كل الاردنيين، جامعة بلا اسوار تحدها ولا سقف يقف امام طموحها..
كل قضية اثيرت فى اللقاء كان تحمل دلالات عميقة عن المسئولية الاجتماعية لجامعاتنا فى تنمية المحافظات والالوية، ودورها في توجيه التعليم لما يخدم المجتمع ويساعد في حل مشاكله، فمن ايقاف التعليم في التخصصات المشبعة والراكدة الى التحول للتعليم المهني والتقني، الى تمكين الطلبة في التخصصات التى يحتاجها سوق العمل فى كلية معان الى الاهتمام بقطاع الزراعة وتربية الحيوانات في كلية الشوبك ضمن خطة استراتيجية هدفت الى دعم كافة كليات الجامعة ، بكل ما تحمله من معاني ودلالات عميقة على دور الجامعة المجتمعي.
جامعة البلقاء التطبيقية التى رفعت شعار حوضى من عدن الى عمان البلقاء الاردن لم يكن هذا الشعار مجرد ديباجة يراد منها المبالغة فى التوصيف، وإنما جاء تعبيراً عن الدور الحقيقي لجامعاتنا فى التواصل مع ابناء المجتمع فى اماكن تواجدهم كمبدأ راسخ آمنت به الجامعة، وكرسه رؤساؤها والعاملون فيها، وهو الذي انطلق من شعار الملك الباني الحسين ابن طلال ، طيب الله ثراه، صاحب المقولة الخالدة: « الانسان اغلى ما نملك" .. فكيف اذا كان ذلك الانسان هو الطالب عماد التطور وامل المستقبل..
تحية لاهلنا وعزوتنا فى معان والشوبك ووادي موسى... وحقهم علينا..