كأردنية، لا يهمني سوى أن يبقى علم وطني يرفرف عاليا، فأتوضأ بماء نهره و أصلي على صحراء عزه ، و أسعى في مناكبه المنهوبة، أقطف رزقا صغيرا افرح به ، ثم اشكر الله عليه ، لاقف على منبر حقه أطالب بحوار وطني متين الشدة على الطاء فلا يحرف معناها ، اطالب بكسر ظهر الفساد ، و ثورة أدعو لها تكون بيضاء كوجه جميل صاف ، كحل عينيه كرامة الوطن و عزة أهله .
فكيف يدعي هؤلاء الوطنية يا سادة ، و هم يغتصبون أحلامنا و يكبسون على آمالنا، و يحمسون الحقد فينا ؟ و شجارات (نسوان الحارة في الحسبة) تخجل من أساليبهم و طرقهم ، ثم تضحك حد البكاء و أنت تتابع فيديوهات ( الردح العربي ) و كأنك تتابع فلم مصري ابطالة مرتزقة ، اهكذا تصنع الثورات ، اهكذا هو حق النقد و الانتقاد ؟ .
عجبا !!! .
ثم تواليك تعليقات و بلوكات و تفاعلات و غَرفٌ للمسبات و كان وجه الوطن العظيم يرى كل هؤلاء اصلا ، وهو الذي قذف بهم خارج مقدساته و ثغره الباسم .
نعم وطني ليس بخير ، وطني يكافح (الظيم) وطني سلطة شرعية تزحف نحو بقايا الحق ، لكنه صامد ، معتز ببقاءه هنيا وسط (ميمعات) المنطقة ، حاضنا بساحته الصغيرة الف نفر و نفر و هو الذي يجري بين الصفا و المروى ليسقي ابناءه، و هو الذي يرعى شبابا مثلنا فيدفعنا لنكون جزء من الحل نطالب بحوار مفتوح ، و بكلمة تصل للملك ، و بعصا موسى تضرب الأرض فتشقه، و بدعاء يونس فينجو الوطن و يعيش .
نعم هناك تكهنات تقلق منامنا، و تنامي سافر لثلة يعكرون صفو الوطن ، و تهديدات نعلم حجم خطورتها، لكننا نعلم أننا ندركها و أننا سندفع كل سلطات الوطن ليتحرك ، و أننا سنكون ظهر أجهزتنا الأمنية ساعة الحسم .
نعم سننبش عن لغة مشتركة، و سنعيد تعريف الحوار الوطني .
اولا : لنفتت المفهوم معاً لتسهيل أدراكه فربما قيده البعض لإجتهاد مختلف !
يقصد بالحوار : تبادل أطراف الحديث بقضية ما بين إثنين أو أكثر.
أما الوطني : فيقترن بجذر الوطن وهو بنية جغرافية تحتضن بضعاً من الناس بصفات الأب و الأم فيرتبط عزه بعزهما ، و عقه بعقهما .
و عليه يكون الدمج بينهما درجة ثقة متينة يقصد منها "الوطنية" : وهي هوية أبناء الوطن اللذين يسعون لخدمة ترابه ، ضامنين سلامته متكفلين برعايته و بناءه و حماية مصالحه .
إذن مصلحة الوطن و متنه لا تقبل الا أن يستوي أبناءه معا و الحوار لن يصح الا بلقاء الأقران معا و ازاحه الضد العاق عنهم .