مدار الساعة - تحل الذكرى العشرون لاعتلاء الملك محمد السادس عرش المملكة المغربية الشقيقة، وهي الذكرى التي تخلد يوم 30 يوليو من كل سنة، وتشكل مناسبة لتسليط الضوء على المنجزات المهمة التي حققها المغرب داخليا وعلى صعيد سياسته الخارجية تحت قيادة العاهل المغربي.
وهكذا يبقي تحقيق الاستقرار والأمن وتحصين المملكة من اجل مواجهة التحديات الإرهابية احدى أولويات الاستراتيجية المعتمدة وفق توجيهات من الملك محمد السادس، حيث التزمت المملكة المغربية منذ البداية بالعمل لتحقيق الاستقرار الدائم على المستويات العالمية والإقليمية، وذلك من خلال اعتماد منهجية شاملة قائمةعلى مقاربة مندمجة، والتي ترتكز بالإضافة إلى البعد الأمني، على النمو الاقتصادي والتنمية البشرية، وكذلك الحفاظ على الهوية الثقافية والعقائدية.
كما أن نهج المغرب المستند إلى قيم الانفتاح والتكامل بين جميع الجهات الفاعلة التي تطمح إلى تحقيق هدف الإستقرار، كخيار استراتيجي، يفسره تواجده في موقع جغرافي يقع في قلب المناطق المتأثرة بعوامل عدم الاستقرار الكثيرة:
1- تزايد الحركات الإرهابية ومظاهر التطرف العنيف، وكذلك الانتشار السريع للارهاب ، لا سيما في إفريقيا، بحيث أن سنة 2018 لوحدها، كان هناك 327 هجومًا إرهابيًا في شمال إفريقيا خلف 901 ضحية ؛
2- التطور السريع والمثير للقلق لظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، الذين تشكل عودتهم إلى بلدانهم الأصلية وإعادة إنتشارهم في مناطق أخرى تهديدا مباشرا للأمن الداخلي للدول ؛
3- عدم الاستقرار في بعض بلدان شمال افريقيا،وافريقيا جنوب الصحراء، جعل منها مناطق مناسبة لانتشار الجماعات المتطرفة، و غدت منصة لإطلاق و تنفيذ هجماتها الارهابية، بما في ذلك الهجمات المتعلقة بالجريمة المنظمة عبر الوطنية، إذ أن هذه العوامل تثير القلق بشكل أكبر لاسيما و أنها تتدخل ضمن سياقات هشة، تتسم بانتشار النزاعات.
كما أن نهج المملكة المغربية يعتمد على مستويين إثنين، الأول على الصعيد الداخلي والثاني يرتكز على التعاون الإقايمي والدولي.
وضع المغرب الأطر المؤسساتية والقانونية المناسبة التي تخضع حسب الحاجة الى التحيين والتطوير المتواصلين لتمكين السلطات العمومية من مكافحة الأنشطة الإرهابية بشكل فعال، معتمدا إجراءات استباقية تعزز الوقاية،
مثل تعزيز البنى التحتية والمؤسسات القادرة على الإستجابة للأسباب الكامنة وراء الإرهاب والتطرف العنيف، كالفقر وعدم الاستقرار الاجتماعي ؛
• بالإضافة إلى ذلك، تتضمن الإستراتيجية المغربية لمكافحة الإرهاب دعامة أساسية لمحاربة التطرف. تشمل الإجراءات المتخذة في هذا السياق:
- إنشاء المجالس الإقليمية والمحلية للعلماء، مع تكريس المجلس الأعلى للعلماء باعتباره الكيان الوحيد المسؤول عن إصدار "الفتوى" بهدف مواجهة فوضى إصدار "الفتاوى" من طرف التيارات المتطرفة.
- تعزيز الإرشاد و التأطير الديني للجالية المغربية بالخارج وفقا لقوانين البلدان المضيفة ؛
- تدريب الخطباء والدعاة (المرشدين والمرشدات) والأطر العليا المتخصصة في الفكر الديني من أجل الاضطلاع بمهام الإشراف والوعظ التي سيكونون مسؤولين عنها، كما يقدم معهد محمد السادسلتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات الذي تم افتتاحه في مارس 2015، التدريب للمستفيدين ليس فقط من المغرب، ولكن أيضًا من الدول التي تطلب ذلك ؛
- إعادة تأهيل وتحديث التعليم التقليدي وإدماجه في إطار نظام التعليم الوطني الموحد؛
- مراجعة المناهج والكتب المدرسية حول التعليم الديني، سواء في المدارس العامة أو في المدارس الخاصة أو مؤسسات التعليم الأصيل.
• في هذا السياق، ضاعف المغرب اتفاقياته مع الدول الافريقية (1526 اتفاقية تعاون) ، والتي يمثل جوهرهافي انبثاق إفريقيا المستقرة والمزدهرة.
• يشارك المغرب أيضًا في إنشاء منصات لتبادلالخبرات فيمجال التنمية والاستثمار البشري. ففي سنة 2017، تم تشكيل لجنة لوضع خارطة طريق مشتركة لتطوير التدريب وتشجيع تبادل الممارسات الجيدة وتبادل
نماذج التنمية الناجحة بين المغرب والسنغال وجمهورية إفريقيا الوسطى والكاميرون ،ساحل العاج ، تشاد ، بنين ، بوركينا فاسو ، جزركومورو والكونغو.
• يشجع المغرب أيضا إعادة تأهيل وتعزيز القيم الدينية والثقافية والروحية والإنسانية ، وكذلك تعزيز بيئة التسامح والتعايش السلمي بهدف سحب البساط من تحت أقدام الجماعات الإرهابية و نزع الشرعية عن رأس المال الأيديولوجي الذي يفيدهم في شرعنة و تبرير أعمالهم الهمجية ، من خلال:
- إنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بهدف رئيسي هو توحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين من دول إفريقيا لتعزيز قيم التسامح ونشرها وترسيخها. وهي القيم التي كرسها الاسلام؛
- منذ انشائه سنة 2015 عكف معهد محمد السادس لتكوين الأئمة و المرشدين والمرشدات على تدريب 4715 طالبًا أجنبيا، بما في ذلك 615 مرشد ، من مالي ، غينيا (كوناكري) ، ساحل العاج السنغال ونيجيريا وغامبيا وغابون وفرنسا وتشاد وتونس والمملكة المتحدة. و في هذا العام يستفيد حوالي 1300 طالب مغربي وأجنبي من تدريب داخل المعهد.