مدار الساعة - حقق رئيس اتحاد مدغشقر لكرة القدم أحمد أحمد مفاجأة كبرى أمس، بتفوقه على عيسى حياتو في انتخابات رئاسة الاتحاد الافريقي، منهيا حقبة امتدت 29 عاما قبض فيها الكاميروني على مقاليد اللعبة.
وعلا التصفيق في قاعة الاقتراع بالعاصمة الاثيبوبية اديس ابابا بعد اعلان النتائج الرسمية التي نال بموجبها أحمد (57 عاما) 34 صوتا، في مقابل اكتفاء حياتو (70 عاما) بعشرين صوتا فقط.
وحمل أحمد الذي يتولى رئاسة اتحاد بلاده منذ العام 2003 على الأكف وسط التصفيق احتفالا، بينما خرج حياتو من القاعة بشكل سريع برفقة عدد من معاونيه، رافضا الادلاء بأي تصريح للصحافيين.
وقال أحمد للصحافيين عندما تحاول القيام بشيء، هذا يعني انك قادر على القيام به، مؤكدا انه لو لم يكن قادرا على هزيمة حياتو، الشخصية الواسعة النفوذ قاريا ودوليا، لما كنت قد أعلنت ترشحي.
وكان أحمد قال في مقابلة مع وكالة فرانس برس في شباط انه الوحيد الذي يجرؤ على تحدي السيد حياتو الذي كان يسعى لوكالة ثامنة متتالية على رأس الاتحاد القاري الذي يتخذ من القاهرة مقرا له.
اضاف شعرت بالحاجة الى التغيير، واذا كنا نريد التغيير، فليس هناك خيار سوى ترشيحي، مؤكدا رغبته في شفافية في الادارة وتغيير الممارسات التي عفا عليها الزمن. يجب اصلاح الكاف (الاتحاد الافريقي) لتجنب تدخل السياسة في تنظيم الاتحاد القاري.
حان الوقت
ويعد حياتو آخر كبار النافذين في عالم كرة القدم، بعد خروج الرئيس السابق للاتحاد الدولي (فيفا) السويسري جوزيف بلاتر والرئيس السابق للاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني، من دائرة السلطة بسبب الفضائح التي ضربت عالم كرة القدم منذ نحو عامين.
وكانت مصادر معنية بشؤون كرة القدم الافريقية، افادت هذا الأسبوع ان أحمد يحظى بدعم غير معلن من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جاني انفانتينو الذي كان حاضرا في اديس ابابا.
وقال نائب رئيس اتحاد غانا جورج افريي لوكالة فرانس برس بعد اعلان النتيجة عيسى حياتو قدم الكثير لكرة القدم الافريقية، لكن حان الوقت لكي يتنحى.
أما نظيره الليبيري موسى بيليتي فاعتبر ان افريقيا اتخذت قرارا أكيدا باننا مستعدون للتغيير.
وكان حياتو قال في كلمة أمام ممثلي الاتحادات الخميس قوة الكاف (الاتحاد الافريقي) تكمن في وحدته وتماسكه، ويجب ان تبقى كذلك، مضيفا كرئيس للكاف يتمتع بخبرة وحكمة لا مثيل لهما، أحثكم أيا كان قراركم، على اتخاذ خيار الوحدة، خيار المنطق، الخيار الذي يتيح لافريقيا ان تبقى صلبة وتحظى بثقلها على مستوى كرة القدم عالميا.
وتعد شخصية حياتو الواسع النفوذ، مثيرة للجدل لاسيما في ظل شبهات الفساد والرشوة التي أحاطت به في مراحل عدة، اذ يتهم بتلقي رشى على خلفية دعم ملف قطر لكأس العالم 2022، وهو ما نفاه.
ولم يفرض الاتحاد الدولي أي عقوبة على حياتو، علما انه تولى رئاسة الفيفا بالانابة في المرحلة الفاصلة بين خروج بلاتر وانتخاب السويسري جاني انفانتينو خلفا له، بين أواخر 2015 ومطلع 2016.
الا انه ينسب لحياتو قيامه بتعزيز العائدات المالية لكرة القدم الافريقية، على رغم ان مصر تقدمت بشكوى بحقه في كانون الثاني على خلفية اتهامه بمخالفة قوانين المنافسة في مسألة حقوق بث مسابقات الاتحاد، والتي منحت الى شركة فرنسية.
وكان مصدر في الاتحاد المصري للعبة افاد فرانس برس ان بلاده ودولا افريقية أخرى، ستصوت في الانتخابات لصالح أحمد.
ولم يسلم الأخير من شبهات الفساد، اذ أوردت وسائل اعلام انكليزية في قضية مرتبطة بتلقي رشوة في ملف قطر 2022، وهو ما ينفيه.