أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

القضية الفلسطينية في الخطاب السياسي العربي

مدار الساعة,مقالات,الضفة الغربية,قطاع غزة,المسجد الأقصى
مدار الساعة ـ
حجم الخط

لا يخلو أي بيان او تصريح صحفي للسياسيين العرب يتناول المشكلات الدولية، من ذكر أو تركيز على أهمية وخطورة الوضع في ما يسمى بالشرق الأوسط وبخاصة ما يتعلق منها بالقضية الفلسطينية، وأن السلام في هذه المنطقة لن يتحقق الا بتوافر شرطين أساسيين هما: الانسحاب الأسرائيلي الشامل من جميع الأراضي العربية المحتلة في 5 حزيران عام 1967م ، ثم أعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في أرضه.

بطبيعة الحال نحن مع هذا من حيث المبدأ، غير أن عبارة الحقوق المشروعة والتركيز عليها في كل البيانات والمؤتمرات ملفتة للنظر، وتدعو المراقب لأن يتساءل عن المقصود بالضبط عن معنى هذه العبارة ؟ فعبارة الأنسحاب الشامل والكامل من الأراضي المحتلة واضحة في أذهاننا، اذ أن المناطق الجغرافية المحتلة معروفة الحدود، وأن الانسحاب الذي نفهمه يعني عودة كامل التراب الفلسطيني المحتل. أما عبارة الحقوق المشروعة فهي غامضة وتفسر تفسيرات شتى من قبل كل طرف حسب فهمه للقضية ، وحسب مفهومه للسلام العادل.

ان هذه العبارة "الحقوق المشروعة" تحمل معنى ضمنيا ومسكوتا عنه بقصد، وهوعدم أحقية الفلسطينيين بكامل تراب وطنهم المحتل . أي أن هناك حقوقا مشروعة وأخرى غير مشروعة. فاذا كان المقصود بالحقوق المشروعة هو عودة الاراضي المحتلة عام 1967م فقط ، فهذا يعني ضمنيا التخلي عن الأراضي التي أحتلتها اسرائيل عام 1948م ، وأن الوجود الصهيوني الأستيطاني في هذه الأراضي مشروع ومعترف به ولامناقشة في أحقيته وشرعيته، وأن السكان الأصليين الذين تم تهجيرهم والأستيلاء على بيوتهم وأراضيهم لاحق لهم في العودة اليها ، وأن مصيرهم هو التوطين في الأقطار التي هاجروا اليها ويقيمون فيها . ان كل الدلائل والمؤشرات تدل على أن المطالب المستمرة من قبل دول العالم بما فيها للأسف الدول العربية، وحتى هيئة الامم المتحدة ، تصب في هذا الأتجاه. أي أن احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين عام 1948م ، وإقامته دولة على هذه الأرض لخليط من الأجناس والأعراق بادعاء أنهم يهود ، وأنهم يعودون الى وطنهم الذي وعدهم الله به على حد زعمهم ، وتهجير سكانها منها هو أمر مفروغ منه وغير قابل للنقاش ، لأن المطالبة به تعني تدمير الكيان السياسي الصهيوني، وهذا ما لا ترضاه أو تقبل به الدول الكبرى وفي المقدمة أمريكا والغرب عموما الداعمة لهذا الكيان الغاصب، لأنها هي التي دعمت قيامه لأهداف تخدم في الدرجة الأساس مصالحها السياسية والاقتصادية في المنطقة.

مازالت القضية الفلسطينية تسير من سيء الى أسوأ رغم معاهدة السلام، وأقامة الحكم الذاتي المنقوص ، ورغم التنازلات الكبيرة والخطيرة من قبل المنظمة باعترافها باسرائيل ، وأستعداد كثير من الدول العربية وفق مبادرة السلام العربية بأقامة علاقات طبيعية مع الكيان الصهيوني في حال انسحبت من الأراضي المحتلة عام 1967م ، شريطة أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية. ان الأصرار العربي والفلسطيني على عدم التنازل عن القدس بالذات يعني ضمنيا الأستعداد للتنازل عن أية أراض اخرى ماعدا القدس لكونها ذات خصوصية دينية ناسين أو متناسين أن المسجد الأقصى وما حوله (أكناف بيت المقدس ) كلها مقدسة بنص القرآن الكريم (الذي باركنا حوله) ولذلك فجميع أراضي فلسطين تعتبر مقدسة وفق الذكر الحكيم ولايجوز التفريق بينها من حيث القدسية أوالتفريط بأية ذرة من ثراها الطهور.

مدار الساعة ـ