بقلم: زيد إحسان الخوالدة
عندما نستعرض الأحداث ومسيرة الانجاز خلال عشرين عاماً مضت والمتأمل الحاضر بنظرة إيجابية مختلفة لنحتفل جميعا بذكرى الجلوس الملكي.. نستطيع القول إن حنكة ملك ووفاء شعب تستحق أن تتدارسها الأجيال القادمة.. قد سمعتها من أحد الأشقاء العرب استاذ عراقي في الطب قالها بكل فخر "إن الأردن اليوم أضحى كسفينة سيدنا نوح عليه السلام رمز للأمن والفزعة برغم أنها سفينة مكتظة بالركاب الذين يتدافعون إليها هربا من الويلات طلبا للاستقرار.. وبالتأكيد لكل سفينة ربان وكل سفينة تركب البحر تواجه الأخطار ارتفاع الموج وشدة الرياح والتحديات الأمنية كل ذلك يحتاج تآزر جماعي للعمل بروح الفريق والمسؤولية والإنسانية وتوزيع الأدوار والعفو والصفح وهذه من شيم ربان السفينة الهاشمي ..
استلم جلالة الملك سلطاته الدستورية في ظروف إقليمية صعبة للغاية تركتها ويلات الاحتلال الإسرائيلي للقدس ولفلسطين وتبعات حرب الخليج الثانية وعدم الاستقرار في المنطقة والظروف الاقليمية المحيطة بأمن دول الجوار وكان الرهان في الداخل على عمق القيادة الهاشمية والتفاف الشعب حول قيادته وأسرة أردنية كبيرة واعية معطاءة وأسرة هاشمية أردنية طيبة مدركة لتاريخها ودورها.. جيش قوي ، أجهزة أمنية محترفة، برلمان قوي، حياة سياسية..
كسبنا الرهان فقد تجاوز الأردن الصعاب في كل مرحلة من مراحل الصراع مثل تبعات احتلال العراق وقضايا الإرهاب واستهداف الاردن وولادة داعش وانهيار دول حولنا وعدم استقرارها ...كان الملك حكيما شجاعا ولا زال .. لم يتدخل عسكريا في الدول المجاورة رغم كل الاغراءات والضغوط .. وكان أبناء القوات المسلحة الأردنية حرس الحدود وجميع الأجهزة الأمنية على درجة من الاستعداد القصوى، المواقف تجاه القدس وفلسطين ودعم قطاع غزة وقبل ذلك كانت إرادة الله تحمي هذا الوطن الغالي . الملك قومي عروبي يحمل افكار معاصرة ويستمد قوته من نسبه الشريف وتاريخ ممتد جذوره راسخة وظهر ذلك جليا في احتفالات الوطن الكبرى بمئوية الثورة العربية الكبرى.. هو فتى قريش الذي أعلن رفضه تسوية القضية الفلسطينية على حساب الأردن الذي هو أصلا سند الشعب الفلسطيني ..هو عميد ال البيت سيد البلاد القائد الأعلى للجيش العربي المصطفوي ، ويتناول طعامه مع الجنود على صندوق الذخيرة بمعية جنود مقاتلين بجانب دبابة في تدريب ومناورة عسكرية ومعه جنود متقاعدين .. أول من يصافح من أجل السلام والاعتدال ونشر القيم السمحة للإسلام وهو أول من يلبس البزة العسكرية عندما تكون الرسالة كلا للوطن البديل كلا عن القدس كلا عن صفقة القرن..
ومما يسجل لجلالة الملك اهتمامه وتطويره بقطاعات الشباب والرياضة و بتكنولوجيا المعلومات والتصنيع العسكري وتحديث الجيش وتزويده بالأسلحة المتنوعة والفتاكة الاستمرار بتحسين القطاع الصحي الخدمات الطبية الملكية وانشاء العديد من المستشفيات في عهده وتوسيع الجامعات والاستمرار في دعم المتقاعدين العسكريين برغم كل الظروف وانتعاش القطاع الخاص وعمل مشاريع تنموية تشغيلة تشرف عليها القوات المسلحة الأردنية . وتطوير المحاكم وانشاء المحكمة الدستورية. الملك الذي يؤمن بالشباب ورأس المال البشري .. ظل حتى وقت قريب متمسك بالقيادات الفكرية التي بنت الاردن ايام المغفور له الملك حسين ..
ويسجل لجلالة الملك أنه سبق الربيع العربي وطالب بالتغيير المنشود قبل مجيئه حيث انطلقت المواقع الإخبارية الإلكترونية بزخم اعلامي قوي وبالتالي هيأت الشباب لممارسة مزيد من الوعي عند إنطلاقة وسائل التواصل الاجتماعي .. سعى جلالة الملك ومنذ بداية عهده إلى استئصال الفساد حيث تم إيداع مسؤولين كبار الى التحقيق والسجن..
والأردنيين ينظرون إلى دور أكبر الى ولي العهد حبيب الشباب للوقوف على قضاياهم ومعروف عن سموه حب الميدان مثل والده الملك عبدالله وويشبه جده المغفور له بإذن الله الملك حسين وطاقاته الكبيرة وتواضع نفسه ومحبته من الجميع . بالإضافة إلى الجهود الجبارة التي يبذلها سموه ومبادراته المهمة البناءة التي رسخت ثقة الشباب والمجتمع بفكره وإنجازه وما تقوم به مؤسسة ولي العهد من مبادرات شاهدة على ذلك.
ومن أجل المحافظة على هذه المسيرة الطيبة علينا أن نتكاتف جميعاً من أجل الاستمرار بتعزيز هيبة الدولة الأردنية وذلك من خلال إنفاذ القانون ومراجعة التشريعات وتحقيق الرفاه الاقتصادي والاجتماعي وتحسين الظروف والخدمات الصحية والتعليمية والتحول نحو المجتمع الإنتاجي والعمل على ترسيخ قيم المواطنة ودولة المؤسسات والقانون ومن أجل ذلك يجب أن يتساعد المسؤولين مع أفكار جلالته وأوراقه النقاشية ليكونوا قدوة للشباب وفتح أبواب المبادرات الإيجابية ..
ويرى كثير من المتابعين من مختلف المدارس الفكرية بأن عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المفدى عهد طيب ومعزز لمنجزات ومسيرة الملوك الهاشميين وسيكون أكثر ازدهارا وقوة ومنعة للتأسيس لمرحلة قادمة للعمل بقيم ومبادئ الثورة العربية الكبرى ومبادىء الهاشميين الاحرار.