عبد الحافظ الهروط
يمر الأردن ولبنان بأزمة اقتصادية ضحيتها الكبرى الشباب، حيث بلغت نسبة البطالة في الأردن نحو 19 %كما تقول المصادر، فيما بلغت في البلد الشقيق 30 %كما سمعت من مصدر لبناني في حفل توزيع جوائز لطلبة الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا في بيروت.
أما الحديث عن السياحة في البلدين فإنه يبدو على نقيض، من خلال ما شاهده في لبنان وفد اعلامي اردني، تلقى دعوة كريمة من الجامعة التي يواصل طلبة اردنيون دراستهم فيها، تقول عنهم رئيستها الدكتورة هيام صقر المنحدرة من عائلة اردنية (ملحس) ((الشاب الاردني متفوق ومنضبط في دراسته وشجاع لا يتردد في طرح رأيه امام مدرسّيه)).
تضاريس البلدين تبدو ((طبق الأصل)) واذا كانت السياحة في الاردن أكثر تنوعاً، فإنها في لبنان أكثر اهتماماً واستثماراً، فالأماكن التاريخية والدينية والبيئية تشهد اقبالاً ملحوظاً من اللبنانيين انفسهم، وغيرهم من العرب والاجانب، بفضل ما وفرته الحكومة والقطاع الخاص لهم من خدمات واستجمام، حتى ان الأدلاء متمكنون في معلوماتهم ومحترفون في تعاملهم.
هناك من يقول ان ثقافة اللبنانيين السياحية هي التي تصنع الفارق لصالحهم، وهذه الثقافة جزء من الحقيقة ولكن ليست كلها، ذلك ان ما واجهه البلد الشقيق من حروب طاحنة ونزاعات ما تزال آثارها حاضرة في المكان وفي ذهن المواطن اللبناني.
بالمقابل، فإننا في بلدنا العزيز – حماه االله – لم نستثمر أمنه واستقراره فقد انشغلنا في الظرف الاقتصادي وهو ظرف يجب أن يكون له حل إذا ما أرادت الحكومة والقطاع الخاص، إدارة الدولة بغير النهج الذي هما عليه.
على سبيل المثال لا الحصر، فقد تناقلت وسائل الإعلام الأردنية خبراً مفاده أنه سيتم إنجاز ((مشروع تلفريك)) في عجلون خلال ثمانية عشر شهراً، ومن المصادفة ان يقرأ الوفد الإعلامي الاردني الخبر وهو معّلق في سماء منطقة حريصا عبر مشروع ((تلفريك)) انجز عام 1965.
عدا عن هذا المشروع، فإن الحديث عن ((مغارة جعيتا)) وبيت الدين حيث يطلق عليه حالياً ((المقر الرئاسي)) الى جانب المواقع الاثرية والدينية وما تلقى جميعها من ادامة في الصيانة والنظافة والدعم الاعلامي والترويج الاعلاني، يجعلنا كأردنيين امام مقارنة ظالمة، اذا ما اردنا الحديث عن البترا وبرقش والأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية، والأثرية والعلاجية، وما وفّرناه من خدمات.
ننّحي جانباً، ترجيح كفة ميزان الدخل السياحي اللبناني على نظيره الأردني من حيث رفد الناتج القومي لكلا البلدين، ونستحضر عبارة خاطبتنا بها الدكتورة هيام صقر والتي تخّطت العقد الثامن من عمرها ((ليت لم تكن هنالك حدود بين لبنان والأردن لنعيش معاً)).
هذا هو الشعب اللبناني ((العنيد)) يواجه الموت ويعشق الحياة