على ماذا تختلف الحكومة الأردنية مع صندوق النقد الدولي؟
الحكومة تصف الصندوق بأنه كالطبيب، والصندوق يصف معالجات الحكومة بأنها ناجعة، وأن الاردن المريض جاد في تطبيق وصفة العلاج, لكنه لا يريد فقط أن يتعافى فهو يريد أن ينتعش بالتركيز على النمـو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية، حتى لو إستمر الداء مزمنا مثل عجز الموازنة وارتفاع المديونية.
من هنا يبدو أن الخلاف على الوسائل وليس على الأولويات، الطبيب والمريض يريدان تحقيق النمو الاقتصادي، عدالة التوزيع، تخفيض العجز، والسيطرة على المديونية.
استقلالية المريض كونه صاحب القرار في شأن حياته تتركز في انتقاء وسائل العلاج وفي هذه الحالة فإن على المريض الالتزام بتعليمات الطبيب أو يتحمل النتائج!.
عندما يصدر تقرير عن صندوق النقد الدولي يتضمن ملاحظات وتحذيرات ونصائح، فكأنه يقول لنا إن المريض لا يلتزم بالوصفة المحددة فهو ينتقي منها ما يناسب ظروفه الصحية دون أن يكون لذلك أية أثار جانبية لا تقل أهمية عن ذات الداء والمريض يقول إن معرفته بالمرض متوفرة، والمشاكل الاقتصادية والمالية محددة، والحلول معروفة، ولكن مرارة الدواء وهي اتخاذ القرارات الصعبة غير مقبولة في بعض الحالات.
هذه عناوين سعت كل الحكومات الى ترجمتها على أرض الواقع وبعضها دفع ثمنا باهظاً, فلماذا يواصل الصندوق الضغط ما دام أنها لا تتحقق؟
الرأي