مدار الساعة - كتب : نضال العمرو
سمعت يوم الخميس وانا في الكرك ان هناك وقفة احتجاجية في ساحة مستشفى الاردن بالقرب من الدوار الرابع حول التعديل الاخير للحكومة الحالية.
سررت جداً .. وقلت لعلها تكون متجهة صوب اسقاط السلطة التشريعية التي احضرت الحكومة في وقفة سابقة ، ومنحتها الثقة المقدسة .
تواصلت مع مجموعة من الشباب في الوسط الاعلامي ، وسارعنا للوصول للموقع المقصود ... وخلال الطريق كنت اتخيل ان المحتجين سيتحفوننا بالبرامج الاقتصادية والتشريعية والسياسية ... وقبل وصولي للموقع قرأت عبر صفحات التواصل الاجتماعي توقيف اربعة من الناشطين اثناء الوقفة الاحتجاجية ما اثار سخطي على هذا التصرف اذا حصل ...
وصلت الى هناك .. التقيت بزملائي .. بدأنا بالتجوال المعتاد كرصد لما يدور ... سألت عن موضوع توقيف اي من الشباب النشطاء .. قال البعض نعم تم ، وقال كثيرون أنه تم توجيه اسألة لهم في المكان ولم يتم توقيفهم او اعتقالهم ... فقلت بدأت مرحلة تحضير اسماء للتسلق ... واكملت الجولة ...
بدأ يعلوا صوت مجموعة متجمهرة تهتف بصيحات لا علاقة لها بأي فكر او مرجعية سواء اقتصادية او سياسية او تشريعية ... كانت عبارة عن فغير خارج النطاق يشمله الغوغائية واللامنهجية قصده فقط الاساءة لمن يحفظون امن البلاد عامة ، وأمننا كمحتجين خاصة في الجو البارد لهذه الليلة ...
لا أدري ... أي احتجاج هذا ، واي طرح يتعمد الاساءة لرموز الدولة وأجهزتها الأمنية ... ما هي البرامج التي قدمت كنهج للتغيير ... صدقاً الأغلبية كان متواجد ليرفع قصاصات ورقية كتبت عليها اسماء بعض العشائر التي نكن لها كل الاحترام والتقدير ، ولكن كان هناك تجاوز غير مقبول ادى لنفور الاغلبية ومغادرة الساحة لشعورهم بعدم جدية الطرح وان الموضوع لا يتجاوز مهنة البث المباشر للمنفرين والمأجورين لشق الصف الاردني ...
إلا ان الوقفة الاحتجاجية لم تخلُ من اصحاب الطرح الوطني "رغم قلّتهم " والخطوة الاولى نحو النهج المطلوب من رفضهم للتطاول على رموز الوطن واجهزته الامنية ، واخذوا يتحدثون عن مطالب الشعب بطريقة لبقة دفعتني شخصياً لمتابعتها ومنهم متقاعدين عسكريين واصحاب فكر اكدوا على التفافهم حول القيادة ورص الصفوف وايضاً قدموا محاور مبدأية عن توجهاتهم وبرامجهم .
ولكن للتنبيه و بصراحة ... سبق وتحدثت عن موضوع الحذر من حراكات مسممة ... ستحاول غزونا من جديد ... بشعارات رنانة غير حقيقية لا تمثل قبائل ولا عشائر أردنية ... يحركها اصحاب مصالح شخصية .. لا بد من التنبه لهم قبل ان يعيدوا الكَرّة علينا بإسقاط الحكومة دون التأثير على مجلس النواب مانح الثقة للبقاء المشروط بعدد العطاءات .
أكرر بأنني لا اقول لكم لا تخرجوا تعتصموا وان تطالبوا بحل مجلس النواب ومن ثم اسقاط الحكومة ... وانما احذروا من يتسلقون ظهوركم ويسعون لخراب الاردن تنفيذاً لاجندات خارجية تَرطُن باللغة الإنجليزية وتوزع بطاقات البزنز على شباب وشابات لتتواصل معهم سواء في مكاتب شركات تابعة للسفارات او لمكاتب السفارات نفسه .
أما بخصوص التعديل الحكومي الجديد...
فليسقط مجلس النواب الأردني الثامن عشر...
