الدكتور محمد كامل القرعان
في الوقت الذي يتوق فيه حي الشهيد الجنوبي منطقة طارق الى مدرسة حكومية توفر لابنائهم الأمان التعليمي والمالي والنفسي، تشرع أمانة عمان الكبرى ببناء سور فاخر باعلى المواصفات لحديقتها وغابتها هناك، وبتكلفة تفوق تكلفة بناء العديد من المدارس والمراكز الصحية في ذلك الحي الفقير بتلك الخدمات الاساسية والذي يقارب عدد سكانه عشرة آلاف فرد.
حي الشهيد الجنوبي بالاضافة الى عدم وجود مدرسة حكومية ايضا ينقصه مركز صحي حكومي شامل يغطي حاجات السكان الصحية ويوفر العلاج اللازم لذلك وذلك في ظل تواجد عدد كبير من الصيدليات والعيادات الخاصة التي لا يقوي العديد من الاهالي ارتيادها لعدم توفر المال.
الحي تجثم فيه مدرسة حكومية أساسية واحدة فقط ، مستأجرة منذ اكثر من عشرين عاما ، وغرفها الصفية بالية وايلة جدرانها للسقوط ، ولا تتمتع بالبيئة المدرسية الحاضنة للعمل والمعرفة والابداع وممارسات الطلاب مواهبهم ورياضاتهم، رغم وجود كادر تعليمي وادارة تتمتع بمزايا وقدرات تحترم وتوظف لخدمة هؤلاء الطلبة.
ان دل ذلك على شيء فإنه يدل على نسيان تلك المنطقة من اجندة وزارة التربية والتعليم ن وغياب التخطيط الاستراتيجي للمستقبل، بتوفير مدارس حكومية تغطي أحتياجات مثل تلك المناطق ويبعث روح الأمل والتفاؤل بنفوس المواطنين والثقة بالمؤسسة الحكومية.
ناهيك على ان المدرسة (ذات الصواري ) الاساسية ذات الست صفوف المختلطة شملها بالفترة الاخيرة تحديثات ، شملت بناء مظلة شمسية تقي الاطفال من حر الشمس ، وغيث الشتاء ، وهذه الاموال بالحقيقة استثمرت بغير مكانها ، فالاصل معالجة الموضوع من أساسه ولا تلجأ الوزارة للترميم كونها ايضا مدرسة مستأجرة.
كما ان معظ اهالي الحي يضطرون لتعليم ابناءهم بمدارس خاصة خارج المنطقة ما يرتب عليهم تكاليف مالية باهظة ضاقت ذرعا بهم وبامكاناتهم المالية، وبوقت سابق عزم الوزارة استملاك قطعة أرض في حديثة الحسن لبناء عليها مدرسة حكومية شاملة لكن لغاية اللحظة لم ترى النور .
والسؤال الذي يطرح نفسه ، لماذا تتم مشاريع التنمية او الخدمية ونوعيتها بحسب حاجة المنطقة ؟ فالاصل تلبية الخدمات الاساسية مجالات الصحة والتعليم والنقل ، وان تقدم على الاحتياجات الثانوية او الكمالية ببعض المناطق وان ينظر الى مثل هذه المناطق والاحياء نظرة الاهتمام والمسؤولية والمسارعة الى تبني الموضوع وحله على وجه السرعة وقبل بدء العام الدراسي الجديد.
وما زال اهالي الحي يثقون بقدرة مؤسستنا الحكومية على المبادرة بالوقوف على هذه المعضلة الاساسية لتضاف الى ملف سلسلة انجازات تربوية وتعليمية وصحية ونقل حكومية.