خلق الله الإنسان بغريزة وعقل أي دماغ ويشمل المخ، المخيخ، وجذع الدماغ فهو يمثل المحتوى الموجود داخل جمجمة الإنسان، وهو مسؤول عن كل العمليات العصبية في الجسم والتحكم بعمل أعضاءه. فالعقل هو كلمة معنوية وليست مادية ويقصد به القدرة على التفكير والتي يتميز بها الإنسان عن الحيوانات. وعن طريق العقل/الدماغ يتعلم الإنسان ويعقل الأمور ويتميز بعقله عن الحيوان الذي خلقه الله بغريزة فقط وبدون عقل. وخلايا الدماغ عند الإنسان محدودة وتنمو بنموه خلال فترة نموه مع الجمجمه لحد معين لا يزيد عنه وحتى سن معين، بعد ذلك يتوقف نمو العقل/الدماغ والجمجمه عند الإنسان. ونعلم جيداً أن في دماغ الإنسان خلايا الذاكرة أيضاً حيث يتم فيها تخزين كل ما يتعلمه الإنسان ويتعرف عليه خلال فترة حياته. وذاكرة الإنسان الرئيسة داخل دماغه محدودة، ولكن لا أحد يستطيع أن يحسب أو يُقَدِّرَ حجم هذه الذاكرة. ولكن مواصفات هذه الذاكرة راقية جداً وللغاية برقي خلق الإنسان. ويستطيع أن يُخَزِنَ الإنسان في ذاكرته الحروف والرموز والأسماء والصور والألوان والحركات والمناظر الطبيعية وكل شيء يراه ويسمعه أو يحس به عن طريق حواسه الخمسة التي كتبنا عنها سابقاً مقالات منفصلة. وسرعة التعرف على الأشياء والأصوات وإسترجاع ما خُزِّنَ في ذاكرة الإنسان من معلومات لا تضاهيها أي سرعة ذاكرة في أرقى ما صنعة الإنسان من ذاكرات الحواسيب الحديثة.
فعندما صَنَعَ الإنسان الحاسوب حاول أن يُقَلِدَ مكونات الإنسان ولكن شتَّان ما بين خلق الله سبحانه وتعالي وتقليد خلق الإنسان. فذاكرة الحاسوب الرئيسة محدودة مهما كبر حجم الحاسوب ولكن ذاكرة الحاسوب الثانوية المساعدة متنوعة في تصنيعها وغير محدودة. وكذلك ما يستخدمه الإنسان من ذاكرة ثانوية أو مساعدة من الكتب ومن الدفاتر والتسجيلات ... إلخ فهي غير محدودة. ولكن إذا تقدم الإنسان في العمر تهرم خلايا الدماغ وبالخصوص خلايا الذاكره الرئيسة وربما تتلف عنده ويأخذ في النسيان. وفي بعض الحالات يصاب الإنسان بمرض الزهايمر وهو فقدان ما خزن أو تلف في خلايا الذاكرة وعدم التعرف على بعض الأشخاص حتى زوجته وأولاده. فالشخص المصاب بمرض الزهايمر يرى بعض الإشخاص أمامه ولكن لا يستطيع أن يتعرف عليهم لأنه عندما يحاول مقارنة ما يراه مع ما هو مخزن عنهم سابقاً في ذاكرته لا يجد الصور المخزنه فلا يتعرف عليهم. وكذلك بالنسبة للأصوات يسمع أصوات ولكن لا يستطيع أن يميزها لأن ما سجل في ذاكرته عن هذه الأصوات مُسِحَ أو أتلف فلا يجدها.
والسؤال الذي يتبادر للذهن لماذا خلايا الذاكره في الدماغ لا تتجدد؟ والجواب على ذلك هو: لو أن خلايا الدماغ تتجدد لضاع وفُقِدَ كل ما خَزَّنَهُ الإنسان في ذاكرته وكل ما تعلمه وحفظه وسجله من صور وأصوات وغيرها خلال فترة حياته. والسبب الآخر لو كانت خلايا الدماغ تتجدد كيف سيتخلص الإنسان من الخلايا التالفة والدماغ محمي داخل عظام الجمجمة. فنسأل الله أن يديم علينا الصحة والعافية في جميع أعضاء أجسامنا وبالخصوص ذاكرتنا وعقلنا/دماغنا أبداً ما أحيانا ربِّ العالمين. لأن الإنسان بدون عقل/دماغ يكون مأساة ولا يستطيع أن يدير أمور حياته أبداً فيصبح عبئاً ثقيلاً على غيره.
