الشعبونية في شعبان
شهر شعبان من الأشهر الفضيلة عند الله وفيه ليلة النصف من شعبان وفيها ترفع صحيفة أعمال العام كاملاً لكل إنسان لله سبحانه وتعالى. وفي هذا الشهر يحبذ صيام الأيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من هذا الشهر حيث يتضاعف فيها الأجر. وقد تعود الناس على عمل الكثير من أعمال الخير في هذا الشهر والتحضير لشهر القرأن شهر الصيام والقيام والمغفرة والرحمة شهر رمضان. وقد ورث الأبناء عن الآباء والآباء عن الأجداد عادات طيبة من ديننا الحنيف حيث أنهم يقومون في إكرام الإناث من الأرحام في شهر شعبان. حيث يستضيف الذكور من الآباء والأعمام والأخوال والإخوان أرحامهم من الإناث لعدة أيام ويكرمونهن من كل ناحية، وتكون إقامتهن في بيوتهم على الرحب والسعة وتسمى هذه العادة " الشعبونية ". ونتذكر ونحن صغار كيف كان يجتمع في الشعبونية العمات والخالات وبنات العمات والخالات ... إلخ في بيت كبير العائلة لعدة أيام ويحيون السهرات وليالي السمر ويعيدون الذكريات الجميلة وهم صغار إلى أيامهم الحاضرة ويحضرون لشهر الصيام ... إلخ. ويا حبذا أن نحيي هذه العادات التي بدأت تتلاشى من مجتمعاتنا المسلمة.
فبعض الناس لم يتخلوا عن هذه العادات وإقتصروها على عزومة غداء أو عشاء في يوم جمعة في شهر شعبان مع تقديم ما يستطيع تقديمه المستضيف لأرحامه من هدايا أو مال. فالحمد لله أن بعضنا حتى هذا الوقت يحيون هذه العادة الشعبونية. ففي يوم الجمعة الموافق 26/4/2019م دعوت أنا وأم حمزة جميع أخواتي على الغداء كشعبونية وكان اللقاء أخوي وحميمي وودي وأعدنا الذكريات القديمة عندما كنا صغار حتى أيامنا الحاضرة. وشاهدنا بعض الصور ونحن صغار وأيام الشباب وكانت شعبونية رائعة ومتميزة بكل معاني التميز وتبادلنا الهدايا وبالفعل شعرنا براحة نفسية كبيرة في هذا اللقاء مع أخواتي وبعض أبنائهن وبناتهن وبعض أزواجهن. فالحمد لله على نعمة الإسلام وعلى ما تربينا عليه من عادات حميدة وطيبة تقوي أواصر صلات الرحم.
فنطلب من كل من هو قادر على إكرام أرحامه من النساء والإناث أن يحي هذه العادات ويعمل على إدخال السعادة والسرور إلى نفوسهن لأن في ذلك إرضاء لله سبحانه وتعالى وجبر للخواطر وجبر الخواطر تحمي الإنسان من النِقَم ومن نوائب الدهر. قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (النساء: 1))، (وَالَّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَٰئِكَ مِنكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (الأنفال: 75))، (النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَىٰ أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (الأحزاب: 6)).
