هل افقدتنا وسائل التواصل الاجتماعي جزءا من إنسانيتنا؟ هل غيرت من اخلاقنا وسلوكنا الاجتماعي؟ في الماضي كانت أخبار الحوادث والقتل تُربكنا أما الان فقد أصبح نشر تفاصيل وصور الجرائم سبقًا نتنافس عليه وكأن الجريمة أصبحت مجرّد خبر عادي نكسر به روتين الحياة اليومي، قبل أيام علمنا باختفاء الطفلة نيبال من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية.
وبعدها بأيام قليلة فجعنا بخبر مقتلها وبدأ سباق مجنون لنشر تفاصيل الفاجعة دون أي اعتبار للمعايير الأخلاقية الانسانية أو ما يحدث من انتهاك لحرمة الضحية وعائلتها أو حتى مراعاة لمشاعرهم أو وضعهم النفسي، يبدو أن تعرّضنا المستمر لمشاهد العنف والقتل أو صور الضحايا أدى إلى تغيير طريقة تعامل أدمغتنا مع تلقي هكذا أخبار وتداولها إذ أصبح أمراً شائعاً وعادياً.
ألم يحن الأوان لنتعامل مع هذا الموضوع بقدر أكبر من الجدية، وبالأخص لنحمي الجيل الجديد الذي نشأ في أحضان هذا العالم ولم يسعفه الحظ في تجربة الحياة خارج ثقافته، طبعاً لا نتهم التقنية في حد ذاتها فنحن من يستخدمها وليست هي من يستخدمنا، ولكن علينا إعادة ترتيب الأولويات وتقييم مساحة استخدامنا وبما يتناسب مع ما في مصلحتنا، كلنا أفراد وأولياء أمور ومؤسسات معنيون بالرقابة الذاتية أولاً والوعي الكافي في كيفية التعامل والتعاطي معها حتى لو بفرض قواعد وآداب جديدة نلزم أنفسنا للتقيد بها، ولا بد من تكاتف الجهود لنشر الوعي حول الاستخدام الآمن لهذه الوسائل ومن خلال كافة المنابر المتاحة لعل وعسى نحافظ على ما بقي لنا من عادات وسلوكيات سليمة.
الرأي