أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات رياضة أحزاب وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

ابو عمارة يكتب: الإجرام الإعلامي

مدار الساعة,مقالات,مواقع التواصل الاجتماعي
مدار الساعة ـ
حجم الخط

فالكثيرين من الكتاب يتفننون بالتغني بما وصلت إليه الشعوب الأوروبية أو الأمريكية من تقدم وحضارة ونظافة والتزام بالقوانين ويتناولون سوء الأوضاع في الأردن وتدني الخدمات بتضخيم صور الفساد لدرجة أن القارئ يشعر بالإحباط الشديد من الواقع لا بل وتصبح الهجرة من الأردن والذهاب إلى أوروبا أو أمريكا بمثابة الطموح والحلم الذي يسخر سنوات طوال من حياته لتحقيقه وإن لم يوفق في تحقيق حلمه بالهجرة أو السفر إلى خارج الأردن يعيش طيلة حياته مهما امتدت ناقماً ناقداً لكل حيثيات البلد مسلطاً الضوء فقط على السلبيات ومُشاهداً فقط لنصف الكأس الفارغ!!

وعند النظر للموضوع ودراسته بطريقة تحليلية تجد أن هذا النوع من الإجرام هو في الأغلب موجه وليس بريء، فتبدأ الشرارة غالباً من قلم مأجور يتبعه عدة أقلام تنسخ وتنقل الخبر دون فهم أو دراسة أو تحليل ويأتي أبطال مواقع التواصل الاجتماعي ليصوغوها كل بطريقته وروايته فالبعض يحول القصة إلى نكته والأخرة إلى حقيقة ذات بعد تاريخي -مزور- والآخر إلى عمل درامي -وهكذا دواليك- مما يبث الطاقة السلبية التي تستهدف فئة محددة في المجتمع تختلق حسب الفئة العمرية أو الثقافية التي يستهدفها المجرم والتي تكون ضحية لتلك الجريمة الإعلامية!

والإجرام الإعلامي هو عِلمٌ في حد ذاته وهو أشد خطراً من الإجرام المستخدم بالأسلحة النارية والقنابل الذرية، فهو من يزرع النصر الوهمي وكذلك الهزيمة الوهمية، وهو من يوجه الطاقات والشارع نحو حب البلد أو كرهه!!

وهو من صنع سابقاً أسطورة البطل الأمريكي أو الإسرائيلي الذي لا يقهر في خيال المقاومة حتى أن البعض لا يجرؤ على مجرد التفكير بالمقاومة أو حتى مناقشة موضوعها لانه مهزوم في داخله.

ولكن في الواقع تجد أن هذه مجرد أوهام عشنا فيها لعدة سنوات فيأتي بطل مثل عمر أبو ليلى ليحطم اسطورة الجندي الإسرائيلي الذي لا يقهر بدون سابق إنذار!!

ويأتي عالم أردني كالدكتور شاهر المومني بإكتشاف يبرهن أن العقل الأردني هو عقل خلّاق وتأتي مبادرات الشباب الخيرية من هنا وهناك لتشعرك أن الدنيا لسه بخير!!

ومن هنا وجب على العاملين بحقل الإعلام الرسمي وغير الرسمي الوعي التام بطبيعة هذا النوع من الحروب بل ومقاومة هذا النوع من الجرائم هذا إذا ما أردنا أن نعيش بسلام وأمان وإذا أحببتا وطننا بصدق وليس بمجرد بوستات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكاد أجزم في الختام أن الجريمة الإعلامية أكثر فتكاً بالشعوب من أي نوع من الجرائم الأخرى.

فكرة :د.دانا الاخرس

بقلم الدكتور محمد أبوعمارة

مدير عام مدارس الرأي

مدار الساعة ـ