مدار الساعة - بقلم: الدكتور حازم الناصر *
المصدر: وزارة المياه والري الأردنية - سلطة وادي الأردن (٢٠١١)
بعد حرب عام ١٩٦٧ وكنتيجة لها، قامت إسرائيل باحتلال ما مساحته ١٢٥٠ كم٢ من الأراضي السورية والتي يشكل الجزء الغربي الجنوبي منها الحوض الصباب لنهر الأردن وبحيرة طبريا وتضم المساحة سابقة الذكر مرتفعات الجولان وقرية القنيطرة، الا انه وبعد حرب أكتوبر ١٩٧٣ تم إعادة قرية القنيطرة الى الجانب السوري من خلال اتفاق فك الاشتباك لعام ١٩٧٤ والذي معه تقلصت المساحة المحتلة من قبل الجانب الإسرائيلي الى حوالي ١١٥٠ كم٢. وكنتيجة أخرى مباشرة لحرب عام ١٩٦٧ قام الجانب الإسرائيلي باحتلال منطقة الحمة السورية الواقعة على نهر اليرموك والتي هي اصلاً أراضاً فلسطينية أصبحت تحت السيطرة السورية بعد عام ١٩٤٨ بموجب اتفاق خط الهدنة او وقف إطلاق النار بين الجيش العربي السوري والقوات الإسرائيلية المحتلة لهذه المنطقة الهامة مائياً. وعندها تمكن الجانب الإسرائيلي من الوصول لنهر اليرموك ليقاسم الأردن مياه اهم مصادره المائية. وتعتبر السيطرة الاسرائيلية على مصادر المياه والينابيع في الجولان المحتل والوصول الى مياه نهر اليرموك احدى اهم النتائج الكارثية المائية لحرب عام ١٩٦٧، طبعا بالإضافة الى الخسائر الأخرى الأهم وعلى رائسها احتلال الضفة الغربية والقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
ان حرمان سوريا من مياه الجولان على مدار الخمسين عاما الماضية أدى الى تفاقم الوضع المائي خاصة بالجنوب السوري ولم تعد المصادر المائية تكفي الاستعمالات المختلفة وخاصة الزراعية منها في ظل عدم استعمال تقنيات الري الحديثة لتوفير المياه.