مدار الساعة - كتب : عبدالحافظ الهروط - كما لو كان وصفي - لا قدّر الله - اذا قال فعل، فما يزال رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز يطلق كل تصريح أعرض واطول من سابقه، ولم يعرف ان الشباب الاردني سئم من كلام الاجترار والمباع مجاناً لوسائل الاعلام.
وكالعادة، يختبئ رئيس الحكومة بتصريحاته وراء "التوجيهات الملكية" مثلما يختبئ بتغريداته، وذلك لعدم قدرته على مواجهة الشباب والاستماع اليهم في مدنهم وقراهم.
لو توقف الرئيس، فعلاً، عند اسماء واعداد طلبات التوظيف في ديوان الخدمة المدنية منذ سنين وهي اعداد تفيض كل سنة، لتوقف عن كل هذا الكلام المكرور، وحمل عصاه ورحل.
ولو علم المتعطلون والمحتجون ان الوظائف وتحسين الحال عند كل وزارة أو مؤسسة لاعتصموا ووفق اختصاصاتهم امام ابوابها، بعد ان ذهبت المواقع والمنافع لأصحاب الواسطة، فقد بتنا نسمع الاحتجاجات والمطالبات بالانصاف من قبل الذين هم على رأس عملهم، فكيف بمن امضى زهرة شبابه دون ان توفر له الحكومة فرصة التشغيل بدل التوظيف، حتى والحكومة تبشّر بـ "مشروع النهضة" الذي لا اساس له سوى شراء الوقت.
ها هي المحال التجارية التي داهمتها الامطار في "وسط البلد" وقد داهمت منازل مواطنين في مناطق اخرى تدلل على هشاشة البنية التحتية، فكم هي الخسائر وكم شاباً يعمل بها، فماذا حققت جولتك للمتضررين من نتائج؟
وبالعودة الى الاهتمام بالشباب، فإن السؤال الذي يطرح : اذا كانت فرص الشباب متاحة يا دولة الرئيس،فلماذا هذه الصراخات التي وصلت الى الديوان الملكي،والوقوف عند الدوار الرابع منذ أشهر، ولماذا هذه الفيضانات التي تطفح بها وسائل التواصل الاجتماعي،وما تحمله من تعليقات وتهكمات على الرئيس وحكومته، والتي تعيدنا الى فيضانات عمان والبحر الميت والوالة وما حدث من فواجع ومواجع ؟!.
يقول الرئيس العائد من مؤتمر لندن "ونحن نفكر الآن كيف نتعامل مع الفرص المتوفرة واعتقد اننا كشركاء سنحدث تغييراً وسنعيد الأمل لجيل الشباب في الاردن والمنطقة" ويؤكد ان الفرص متوفرة في السياحة والصحة وتكنولوجيا المعلومات والانشاءات.
نقول للرئيس: "كثّر الله خيرك"، وفرّ هذه الفرص لمن تنطبق عليهم الشروط والراغبين فيها، وسيسجل لك التاريخ هذه الخطوة العظيمة، بينما سنسحّج لك في الاعلام وسنطالب ببقائك، ونقول بأن الشباب هم الذين لا يرغبون بالوظائف ولا بالتشغيل، وانما يتطلعون للمناصب القيادية التي تنتقيها وحكومتك ومجلس النواب،لأصحابها، وأنه لم يبق على الشباب الا ان يخرج من بينهم من يطالب بالجلوس مكانك!
رئيس الوزراء، لا تستخف بعقول الشباب، ذلك ان وعيهم جعلهم لا يثقون بك وبالحكومة، حالها تصريحات ووعود وزارة الشباب التي تبشّر بحالة شبابية تعم الوطن، مع العلم بأن وزيرها الذي جدّدت الثقة به عند التعديل، وأمينها العام الذي جددت عقده، لم يعرفا الكثير من موظفي الوزارة، ومن هم من قال "ان الوزير لم يلتق المديرين بعد"!.
أهكذا تعيدون الأمل لجيل الشباب؟!