مدار الساعة - كتب: محرر الشؤون السياسية - هي مفتاح السيطرة على العالم، وهي "الصبي" الذي تحركه قوة بدأت تتحضر للإطاحة بالقطب الأوحد للعالم.
صحيح، أن التحول الأميركي في ملف كوريا الشمالية، له من الأسباب ما له، ولكن إلى أين سيذهب "صبي" الصين في هذه المعادلة التي، يدخل فيها "صبي" واشنطن المدلل (إسرائيل).
لنعد إلى الوراء قليلاً، ونقول:
بعد التقارير الاستخباراتية الأميركية - الإسرائيلية التي نسبت للادارة الأميركية قبل عقد من الزمان وتم التأكيد عليها قبل عامين أن بيونج يانج تمتلك صواريخ بالستية تحمل رؤوساً نووية ولكن باجهزة سيطرة ذكية وعالية الجودة، تحول قرار واشنطن تجاه كوريا الشمالية من تهديدات عسكرية الى لغة حوار ودبلوماسية ناعمة واصبح كيم جونج أون زعيم كوريا الشمالية يجلس إلى طاولة حوار مع الرئيس الأميركي..
فما الذي جرى..
يعلم الأميركيون أن حيّز التحرك الاستخباراتي معدوم في الشمالية بعكس نظيرتها وحليفتها الجنوبية وحتى العديد من دول شرق آسيا التي نجحت الأذرع الاستخباراتيّة الأميركية عملياً باختراقها، فما الحل إذن؟!..
أوكل الأميركان للحليفة الجنوبيّة مهمة المصالحة الذكيّة التاريخية بين الشقيقتين؛ فلا مجال لاختراق الشمالية إلا عبر بوابة اخوانهم الجنوبيين وعلى أساس أن (الدم ما بصير مية)، لكن خاب الظن.
اشتم الشماليون "رائحة خبيثة" وأدركوا منذ اليوم الأول أن المصالحة "مطمح أميركي - إسرائيلي..
وهنا؛ لن ينسى أو يغفر رئيس كوريا الشمالية وشقيقتة اللذان تلقيا تعليمهما، بافضل الجامعات السويسرية، العداء الأميركي والحصار والتجويع لوالدهما لا بل لجدهما أيضاً وما بينهما من أجيال.. إذن رئيس وشقيقته متعلمان ذكيان يحفطان درسهما جيداً.
أما أميركياً - إسرائيلياً فلا يريدون عداوة من بلد نووي بحت، وهذا من جهة. أما الجهة الاخرى فهم لا يريدون لكوابيس الماضي أن تعود لانهم يدركون علاقة الشمالية بايران وسوريا والعراق منذ ثلاثة عقود، حيث قامت كوريا الشمالية يتزويد تلك الدول بالتكنولوجيا النووية وقطع أساسية في مجال تصنيع الأسلحة النووية، وفي مشهد الذاكرة ما حصل للعراق وسوريا من تدمير نتيجة ذلك، بتنسق أميركي - اسرائيلي، كما ان كليهما يعملان على زعزعة الداخل الايراني.
وكون هذا البلد الشيوعي خارج السيطرة الأميركية - الإسرائيلية من جميع النواحي، سيبقى أمن اسرائيل مهدداً ما لم يتم الاتفاق سلمياً معها وانهاء ملفها النووي خوفاً من أن تعاد الكرة مرة أخرى لأن إسرائيل تريد إنهاء مشهد الرعب من قاموسها بالاستحواذ والسيطرة على منابع القوة، قبل أن تفرش (علاقاتها من الصين)، لكن الشمالية لن ترضخ وتسلم بسهولة بعد ان عرفت ان العالم استسلم امام قدراتها العسكرية.
وهنا يبقى السؤال؛ كوريا من جهة والصين من جهة أخرى، فما هو الثمن الذي يجب على الولايات المتحدة الأميركية دفعه لتحقيق هذه الأمنية، أم أن الصين ستبقي الدوامة الكورية الشمالية مشتعلة الى أن تقبض على السلطة العالمية بيدها.