مدار الساعة – فلوريدا - كتب :عبدالحافظ الهروط – حالت المفاجأة والسفر خارج الوطن دون حضوري تشييع جثمان وتأبين الشيخ سلطان العدوان،فأقنعتني نفسي بأن حب الفيصلي لا يمكن احتكاره،لا من ادارة ولا من جمهور ولا من ساسة ولا من اعلام.
كان تقديم عزائي برحيل الفقيد، الحضور ايام العزاء والكتابة عن عميد هذا النادي الكبير،واليوم اكتب عن حفل التأبين لهذا الراحل، وعن الفيصلي الذي يودّع كباره.
لقد رحل عن "شيخ الاندية" كما وصف النادي، المرحوم الاعلامي القدير الدكتور بسام هارون، فرسان كثيرون،القائمة لهم طويلة وقاماتهم اطول،ومنهم لم نعرف الا اسمه بحكم التاريخ،الا ان ذاكرتنا للشيخ مصطفى العدوان ستظل معلقة في أذهاننا،لأمور كثيرة وخصال أكثر في شخصية هذا الشاب الذي غادر وهو في قمة وعنفوان عطائه وتميّز ادارته .
لا أًريد الكتابة عن "أبي بكر" من مقولة "الميّت يطول فراشه" لأن الفقيد مناقبه لا تحصى ولا تعد،وليست دروب الرياضة وحدها التي تنصفه،فهو له حضوره الاجتماعي والسياسي وفي الملمات العربية وفي مركزيتها القضية الفلسطينية.
أما عن الاتفاق والاختلاف مع رئيسه الراحل في مراحل ماضية،فإن حب الفيصلي هو الأساس في ان تكون راضياً عن الشيخ سلطان العدوان،او ساخطاً عليه بحكم رئاسته لهذا الصرح العريق.
الفيصلي ظل شامة الاندية الاردنية في المنافسات الخارجية ومحتكر البطولات في الداخل،حتى انه شكّل حالة وطنية انساقت وراءه جماهير الوطن على اختلاف مناصراتها النادوية،مثلما كان الفيصلي ولسنوات طويلة "العمود الفقري" للمنتخبات الوطنية ،حتى قيل ان منتخباً ليس جُلّ لاعبيه من "النسر الأزرق" منتخب منقوص ، ومحكوم على نتائجه بالسلبية سلفاً.
لا اخفي سرَاً اذا ما قلت انني ابتعدت في السنوات الأخيرة عن الكتابة والتغني بهذا النادي عبر صفحات "الرأي" الغراء،رغم الحاح زملاء اعلاميين واشخاص يشجعون الفيصلي،والسبب ليس لأن الفريق لا يحصل على البطولات،وإنما لأخطاء ادارية وتمردات بعض اللاعبين وخروج نفر من المشجعين على الروح الرياضية.
ان مفهومي لكرة القدم بأنها المتعة بالاداء الراقي والثقافة التي تجمع الجماهير على الحب وان أي فريق مهما ارتفع كعب لاعبيه،قابل للخسارة ومهدد بالهبوط .
وعلى اهمية وتأثير الفوز بالبطولات على نفوس اللاعبين والجماهير،وما حققه الفيصلي من تاريخ رياضي عظيم، الا ان الصورة الزاهية التي ما تزال عالقة بذهني، كانت عند مشاهدتي الجمهور العريض للنادي يصفق للفريق رغم خسارته، في اكثر من مباراة،وقد قدّم أداء مشرفاً، وهذا هو الفهم الصحيح.
اعود الى حفل التأبين الذي أظهر قيمة الفقيد في حياته ومماته، عند الناس،واعلم ان كل ما قيل بحق الشيخ سلطان العدوان،قليل اذا ما نظرنا الى ما تجلبه الأندية من متاعب وازمات للقائمين عليها، اذ تحضرني مقولة وزير التنمية الاجتماعية الاسبق الدكتور محمد خير مامسر اطال الله عمره، وقد جيء به وزيراً للشباب والرياضة العام 1999 "كنت في وزارة التنمية موجوع القلب،وفي وزارة الشباب موجوع القلب والرأس".
ابا بكر،اختلفنا معك،وسخطناعليك،فسامحنا،امّا ان يكون غضبك علينا،فإننا ادركناه متأخرين بأنه حالة انفعال،لا أكثر ولا أقل..يرحمك الله.