كنت أرى أمي , و كأنها أسطورة جاءت لتأخذ بيدي نحو الطريق الى تلك الحياة الجديدة التي لا أرى بها سوى الشعور بأنني يجب أن أكون رجل منذ صغري , متحملا مسؤولية نفسي, قادرا على المواجهة ,
و هكذا علمتني مدرستي (أمي), و أرضعتني حب الوطن , و كيف أكون مواطنا لا يطلب من وطنيته سوى أن يكون جنديا وفيا لأرضه و وطنه و مليكه .
فكنت أيام دراستي المدرسية , متطوعا مع كل النشاطات الوطنية و المبادرات المجتمعية , و خدمت خدمة العلم , و لم يتسنى لي إكمال دراستي لظروف الحياة المريرة , فبدأت بالعمل بكل ما ملكت من طاقة و قوة , لأعيل أمي التي أصبحت عجوزا , فعملت عاملا في الشركات المحلية , وفي الزراعة , وكل ما كان متاح من عمل شريف.
حتى جاء ذلك اليوم ,من العام 2016, كنت أشاهد التلفاز , و إذا بجلالة الملك المفدى , يتحدث عن دور الشباب في البناء, و أشار إلى أهمية انخراط الشباب في العمل السياسي , لبناء خريطة سياسية مليئة بالطاقة والحيوية ,
فقررت خوض أول تجربة لي بالعمل الانتخابي , تنفيذا لرؤى جلالة الملك المفدى , فترشحت لعضوية بلدية الأغوار الجنوبية في العام 2017 , و كانت المفاجأة عند إعلان النتائج , فقد حصدت أعلى الأصوات !!!!!
و عمت الفرحة في صدري , و رأيت ابتسامة أمي , و رأيت الشباب يأتون لبيتي الفقير, يهنئونني بذاك الفوز الكبير , و رأيت الأمل في عيونهم , و عندها , علمت معنى حروف جلالة الملك عندما أشار للشباب أن يبدأوا البناء لهذا الوطن .
و علمت حينها لماذا بكيت , و خرجت لأحشد شباب الأغوار , و ناديت عليهم بأعلى صوتي , عندما إعتدى ثلة من الجرذان على أفراد الأمن العام في أحداث الكرك 2016 , و خرجت مع الشباب إلى الشارع مطالبين أن نكون جنودا نحمل السلاح و نسهر على حدود الوطن, حينها علمت معنى أن تكون أردنيا رضع من عرق الأرض , و عشق لهيب الشمس .
و ها أنا الآن , ما زلت أريد المزيد , و أبحث عن أن أكون من الشباب الذين يحققون رؤى جلالة الملك في هذا الوطن, متحديا كل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهني , ومتحديا بذلك ظروف الحياة، رغم عدم وجود وظيفة دائمة, أو مصدر دخل ثابت. فالعزيمة في القلب الذي يحب هذا الوطن و الملك .