أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

من أين أبدأ الرثاء

مدار الساعة,مقالات,الملك المؤسس
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم: عبير يعقوب الطيطي

مع الذكرى العشرين لوفاة سيد البلاد حين استفقنا صبيحة ذاك اليوم على خبر ارتحاله فقد غادر الاسد عرينه والأب اسرته والمعلم مدرسته..

اقول سيدي ومازلت سيدي

من أين أبدأ الرثاء لكلماتي فقد خذلتني الحروف وغادرتني العبارات لكن لم يغادرني شعب تربى في كنفه وتأسس على نهجه وحبه.

وبكت قلوب الاردنيين قبل دموعهم وارتحلت أشواقهم معك....

من ظن أن الحسين قدغاب فقد خاب ظنه فهو القائل إني أحب هذا الشعب حبا عظيما فلولاه لما كنت شيئا مذكورا ومن يزرع حبا يجني روحا ...

كان رحمه الله يتمتع بأفق فكري واسع ونظرة ثاقبة وبسياسية حكيمة وسطية الإعتدال جعلت كلمته منبر إعتلاء وإحترام من قبل جميع دول العالم كم من محن إجتاحات الوطن العربي وآزمات وكان له الدور البارز في تجاوزها كل هذا جعل من فكره ونهجة مدرسة سياسية ذاع سيطها بين الآفاق وغدت مضرب الأمثال في النهج والإمتثال.

كان يتمتع بشخصية عكسرية سياسية مرموقة وفذة التي تحكمها ثقافة الأخلاق العربية والعالمية وصواب التحليل ونفاذ الرأي وبهذة المناسبة تحضرني مقولة الصهويني نتنياهو((لقد مات اليوم الزعيم العربي الوحيد الذي كنت آخشى غضبه واحترم كلمته في الشرق الأوسط)) وكان أهم مايميز سياسته هو القدرة على التميز بين الواقع والوهم والممكن .

وهو من أسس نهج الديموقراطية البرلمانية واسس قواعد الإنجاز والبناء لهذا البلد حتى أطلق عليه الملك المؤسس الباني

ففي زمن الحسين عرفنا من حولنا وعرف العالم من نحن وعرفوا سياسة تعاملنا وأهمية موقعنا الجغرافي ومدى إمكانيات ذلك البلد الصغير وفي زمن الحسين بدأ شموخ وطن وبناء دولة بسموح وفضل وكرم وعز وتنمية وعمل وحزم ونصرة للمبادئ مع عدم التخلي عن الأصالة والمرؤة وفي زمن عبدالله إكتملت منظومة وطن .....

فيا حروف العز سطري إسم الأردن عاليا بالفخر والمجد التليد ففي مثل هذا الكبرياء والشموخ يصرخ الحبر ولايصمت وينطق القلم ولايعجز وياالله احفظ عليه أمنه وأمانه من يد كل من تسول له نفسه بتدمير وتخريب وحدة صفه وشعبه.

مدار الساعة ـ