قلت في المقال السابق أن دخول جلالة الملك عبدالله الثاني بابتسامته الرضية إلى قاعة لقاء جلالته بجماعة عمان لحوارات المستقبل كسر حالة الرهبة، فسادت المكان أجواء من الألفة التي أشعرت كل من في القاعة أن جلالته يتحدث إليه شخصياً، وأنه محل اهتمام جلالته، زاد من ذلك شعور كل واحد منا أن جلالته كان كأنما يتحدث عن تركيبة جماعة عمان لحوارات المستقبل وآليات عملها، فقد أكد جلالته على أهمية الاستفادة من الخبرات الوطنية في مختلف المجالات، مما أشعر أعضاء الجماعة بأنهم المعنيون على وجه الخصوص بحديث جلالته، ذلك أن أعضاء الجماعة هم نخبة من الخبرات الوطنية في مختلف المجالات، فمنهم خبراء في التربية والتعليم تولى عدد منهم قيادة وزارة التربية وجامعات أردنية مختلفة، ومنهم خبراء في الاقتصاد، يقودون مؤسسات اقتصادية ناجحة في القطاع الخاص، يشار إليها بالبنان كقصص نجاح، ومنهم خبراء في قضايا النقل والصحة والبيئة والمياه والطاقة، كما أن منهم القانونين والفقهاء، وكذلك خبراء في الإعلام، بالإضافة إلى مجموعة من القيادات النسوية، والخبراء في مجال رعاية الشباب،وفي سائر فروع التنمية المستدامة،مما يجعل من الجماعة بيت خبرة وطنية، ومما يجعل تركيبتها تنسجم تمام الانسجام مع ما أشار إليه جلالته، من ضرورة التنسيق والعمل بتشاركية بين جميع المؤسسات الرسمية والأهلية، فخبراء جماعة عمان لحوارات المستقبل فوق أنهم ينتمون إلى حقول علمية وعملية مختلفة، فإنهم قادمون من مؤسسات رسمية حكومية، ومن القطاعين الأهلي والخاص"جامعات، غرف صناعة، غرف تجارة، شركات، مؤسسات مجتمع المدني"، مما يعني أنهم يحققون التشاركية التي يريدها جلالته.
ومثلما تنسجم تركيبة جماعة عمان لحوارات المستقبل، مع ما ورد في حديث جلالته وتوجيهاته الملكية، بضرورة التنسيق والعمل بتشاركية بين جميع المؤسسات الأهلية والرسمية، فإن آليات عمل الجماعة هي الأخرى تنسجم مع التوجهات والتوجيهات الملكية" بضرورة تحديد الأولويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمرحلة القادمة وتقديم الحلول للتحديات التي تواجه الوطن" فعمل الجماعة في أي قطاع من القطاعات يبدأ أساساً من دراسة واقع حال ذلك القطاع، لمعرفة إنجازاته والعقبات التي تحول دون تعظيم هذه الإنجازات، ثم ترتيبها حسب الأولويات والمباشرة بوضع مقترحات لمعالجة هذه الأولويات، يلي ذلك الإنتقال إلى المرحلة التي تليها والتي أشار إليه جلالته في لقائه مع جماعة عمان لحوارات المستقبل، والمتمثلة بأهمية ترجمة الأفكار والدراسات البناءة التي تنطوي على جهود خبراء ومختصين في مختلف المجالات إلى برامج واقعية، وهو بالضبط ما تفعله الجماعة بالنسبة للنتائج التي يتوصل إليها الخبراء من أعضائها في مختلف المجالات، إذ أن الجماعة تحول هذه النتائج إلى برامج عمل، تسعى إلى التعاون مع الجهات ذات العلاقة إلى تطبيقها، من خلال متابعة حثيثة تقوم بها الجماعة، هدفها أن تكون هذه المتابعة مدخلاً لزراعة الأمل بمستقبل وطننا والثقة بغده، وهو ما أكد عليه جلالته في لقائه مع الجماعة، إذ أن جلالته أكد على ثقته بقدرة الأردن على تجاوز التحديات بتعاون الجميع، وهو التعاون المطلوب كما يريد جلالته وأكد عليه في لقائه معنا، وقد كان مما ضاعف سعادتنا أن فريق تطوير قطاع الخدمات كان أحد فرق الجماعة التي قدمت إيجاز بين يدي جلالته عن إنجازاتها.