بقلم د. باسل باوزير
الجزء الثاني: حسن البنا واليمن
كُتبت العديد من الدراسات والمقالات حول العلاقة المبكرة بين الاخوان المسلمين واليمن خاصة (كما أشرنا) دور الاخوان في أحداث ما عُرف بالانقلاب الدستوري سنة 1948 ومع أن أغلب المؤرخين يعتبرون حركة سنة 1948 ضد الامام يحي حميد الدين هي "انقلاب" بتخطيط وتمويل كامل من قبل جماعة الاخوان المسلمين وبإشراف مباشر من قبل مرشدها حسن البنا غير أن البعض الآخر يرى أن دور الإخوان المسلمين في هذه الحركة قد تم تضخيمه من قبل كتاب الجماعة أنفسهم ومن قبل خصومهم في ذات الوقت لغاية مختلفة اجتمعت لدى الفريقين.
تزخر الوثائق الهاشمية (أوراق عبدالله ابن الحسين) بالعديد من الخطابات التي كان يرسلها مرشد الاخوان حسن البنا ومندوبه في اليمن عبدالحكيم عابدين إلى الملك عبدالله ابن الحسين, حيث تعكس هذه المراسلات حجم حضور جماعة الاخوان المسلمين في اليمن ودورها في أحداث سنة 1948 من جهة، والآمال التي كان البنا يرجوها من نجاح دعوته في اليمن وسيطرتها على الحكم.
وقدم البنا في برقيته مبادرته للحل السياسي في اليمن الذي يقوم على أن يقبل مسؤولي الحكومة الجديدة في صنعاء:
جاء في الرسالة: (عزيزي عزام باشا. . فقد سرني انتهاء مسألة اليمن بغير ما مشقة... والآن اليمن بيد إمامه وفيه أهله ومن الخير أن تترك تلك البلاد تعمل لنفسها بنفسها وأن لا يتدخل فيهم من هم غرباء عنها إن كانوا من الاخوان المسلمين أو من الآخرين, وكما قال المثل أهل مكة أدرى بشعابها . . ., والأمور تأتي وسيكون لليمن دستور يلائم قديمه ويتمشى مع جديده وذلك بمشيئة أهله وافتقارهم إليه ..).