انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الهوية الوطنية الجامعة وبناء الدولة المدنية

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/29 الساعة 20:52
حجم الخط

كتب : الدكتور حسن خليل الشوابكة

يعتبر مصطلح المصلحة العامة هو السائد عندما نتحدث عن الدولة المدنية والتي ترتكز على ان يتم اتخاذ القرارات والتعليمات التي من شانها خدمة المصلحة العامة، وان يكون القرار يصب في مصلحة الوطن لا أن يكون الهدف منه خدمة فئة او مجموعة من الناس وهو عكس المصلحة العامة.

وفي ظل ما نشهده من التركيز على الهويات الفرعية واتخاذ القرارات التي تدعم هذه الهويات فإننا بذلك نهدم أركان الدولة المدنية ونرسخ مفهوم الفئوية أو الجهوية أو مصلحة القربى والنسبى، والذين غالبا ما يقدمون لنا قادة غير اكفياء ولا يتمتعون بحس المسؤولية.

ويترافق مع اتخاذ القرارات على أسس الهويات الفرعية غياب مصلحة الدولة وتهميش القيادات الفعلية الكفؤة القادرة على النهوض بالوطن وتعزيز الإنتاجية وتجويد الخدمة العامة، الأمر الذي يفرغ الهوية الوطنية من محتواها ويجعلها مختزلة في شريحة محددة وهم أقارب وأصدقاء متخذي القرار، كما وأنه يساهم في تراجع سيادة القانون وغياب الدولة المدنية بمفهومها الحديث والحقيقي.

والإشكال الحقيقي الذي ينتجه انقسام الهوية الوطنية الجامعة إلى هويات فرعية هو توظيف هذا التنوع في صنع التناقضات ويولد النزاع السياسي على السلطة لتحقيق أكبر عائد شخصي من توليهم السلطات وتعظيم وزنه بين أقاربه ومرجعياته الإجتماعية دون الإلتفات الى مصلحة الوطن العامة.

وإذا أردنا أن نبني وطن فعلينا أن نبني جيل يتمتع بالحس الوطني ينصهر بهويته الفرعية في المكون الوطني الواحد، وأن يكون التركيز من خلال تعظيم الإنجازات الوطنية كمنجزات وطنية دون أن تكون منجزات لأشخاص، بالإضافة إلى أن يعتمد اختيار القادة للمؤسسات المختلفة على أسس النزاهة والشفافية لا أن يكون الاختيار على أسس المحاصصة الأمر الذي يعيدنا الى الخلف سنوات بعيدة ويجعلنا أبعد ما نكون من بناء الدولة المدنية الحديثة.

ويجب علينا استثمار الفن في تعزيز مفهوم الهوية الوطنية الجامعة وأن تكون مضامين هذه الهوية واضحة وذات رسالة محددة ومبنية بناء جيدا، حيث يعتبر الفن من أسرع الطرق التي نستطيع ارسال الرسائل من خلالها، كما ويجب بناء المناهج الدراسية بطريقة تعزز مفهوم الهوية الوطنية وأن هذا المفهوم لا يتعارض مع الهويات الفرعية إنما يطغى عليها في سبيل تحقيق المصلحة العامة، ولا بد من التركيز على المؤسسات العاملة مع قطاع الشباب بحيث يجب اعادة صياغة المحتوى الذي تقدمه للشباب بحيث يكون هذا المحتوى يركز على الحس الوطني ويركز على الهوية الوطنية لان لهذه المؤسسات دور عظيم في بناء الاجيال وايصال المفاهيم الوطنية الصحيحة والسليمة اليهم، فبناء الأوطان لا يتأتى إلا من الإهتمام بمفهوم الهوية الوطنية الجامعة وفهمها وتطبيقها على ارض الواقع.

مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/29 الساعة 20:52