مدار الساعة - تعاني أول حكومة جمهورية في أوروبا وبخاصة عاصمتها التي طالما وصفت بالنور، من مشكلة ألوان، لينقسم الشارع الفرنسي وبخاصة الباريسي على أروقة الشانزليزيـــه ما بيــــن أصفــر وأحمر.
فمنذ انطلاق احتجاجات "السترات الصفراء"، في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والميدان الفرنسي في اشتعال، احتجاجات واعتصامات نددت بسياسة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الداخلية ومنها زيادة الضرائب على الوقود.
الأمر الذي أشعل الشارع الفرنسي بكل فئاته لتبدأ موجة من الاحتجاجات العامة، ورغم تراجع الرئيس الفرنسي عن القانون وإلغائه، إلا أن وتيرة الاحتجاجات لم تهدأ، واستمرت لعدة أسابيع لكن بكثافة أقل، وبسقف مطالب بلغ حد المناداة برحيل
الرئيس إيمانويل ماكرون.
احتجاجات وصل عدد المشاركين بها إلى 84 ألف متظاهر في آخر أسبوعين، بعد فترة استراحة رافقت فترة أعياد الميلاد ورأس السنة.
الاحتجاجات أخذت شكلا جديدا اتجه نحو تخريب الممتلكات العامة والخاصة على حد سواء، الأمر الذي دفع الشرطة الفرنسية لاستخدام الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين و خراطيم مياه سيارات الإطفاء، وواكب عملية التفريق أعمال عنف متبادل من الطرفين.
الأمر الذي دفع الرئيس الفرنسي للإعلان عن حوار وطني كبير غير مسبوق في تاريخ البلاد، لقمع مظاهرات "السترات الصفراء".
وعلى الطرف الآخر من العاصمة نظم الآلاف من ناشطي "الأوشحة الحمراء"، الأحد 27 يناير/كانون الثاني 2019، مسيرة في العاصمة الفرنسية باريس، تنديدا بما وصفوه بأعمال عنف يرتكبها أصحاب "السترات الصفراء" في البلاد.
وانطلق أكثر من 10 آلاف شخص من "الأوشحة الحمراء" من ساحة الأمة إلى ساحة الباستيل، مرددين هتافات ضد "السترات الصفراء" التي تنظم مظاهراتها ، احتجاجا على سوء أوضاعهم المعيشية.
ورفع متظاهرو "الأوشحة الحمراء" لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل "أحب الجمهورية" و"لا للعنف" و"كفى".
ولوحظ بأن غالبية المشاركين في المسيرة هم في منتصف العمر وكبار السن، وتظهر خلال الحشد أعلام فرنسا والاتحاد الأوروبي.
ولدى وصولهم إلى ساحة الباستيل، تقابل المتظاهرون مع قرابة 50 متظاهرا من أصحاب "السترات الصفراء" في ساحة الباستيل، دون وقوع أعمال شغب بين الطرفين.
وقال لوران سولي، الذي يقود المسيرة في تصريح صحفي، إن "الأوشحة الحمراء" تتفهم غضب "السترات الصفراء"، وتقر بشرعية مطالبهم.
هذا وكانت مسيرة "الأوشحة الحمراء" قد حشدت نفسها عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ليصل عدد المشاركين لـ55 ألف مشترك، عبروا عن استيائهم من تصرفات حركة "السترات الصفراء".
بين الأحمر والأصفر انقسم الشارع الفرنسي، فهل تحمل قادم الأيام لونا جديدا لفرنسا الحرة كالأخضر مثلا لتكتمل معه ألوان إشارة المرور .(سبوتنيك)