أ.د.سميح الكراسنة *
انطلاقا من الحس الوطني الصادق والعمل المخلص الدؤوب، ومتابعةً لعراقة إنجازمديرية المناهج في وزارة التربية والتعليم وتميزها في تطوير المناهج الدراسية عبرسنوات البناء المثمرة، جاءت إنجازات المركز الوطني لتطوير المناهج في سنته الأولى دليلاً واضحاً للعيان، وتقديرا لكل ذي بنان على المسؤولية الحقة، والدور المرحلي الراقي الذي يقوم به هذا المركز الفتي من خلال إدارته ومجالسه المختلفة.
فمن رحم تجربتي الخاصة من خلال العام الأول في العمل مع المجلس كمشارك في مراجعة الإطار العام للمناهج، وعضو في لجنة صياغة إطار ومعايير إحدى المباحث الدراسية، أرى أن مجالس المركز وإدارته يسيرون بخطىً ثابتة ودقيقة في الاتجاه الصحيح، طبعا لغاية هذه اللحظة!!، حيث عكفت إدارة المركز ممثلة بمديرته الفاضلة صاحبة الخبرة في المجال التربوي والتخطيط الاستراتيجي وضمان الجودة، وأستاذة المناهج والتدريس في واحدة من أكبر الجامعات الأردنية، بتوسيع دائرة المشاركة وتعظيم رقعة المشورة في تنفيذ سياسات المركز، وتحقيق الإنجازات.
حيث كانت باكورة العمل إنجاز الإطار العام للمناهج من خلال الاستعانة بأصحاب الخبرات الوطنية الكبيرة محلياً ودولياً،المطلعين على التجارب العالمية المتميزة والدارسين في أعرق الجامعات العربية والغربية في مجال المناهج التربوية والمجالات المعرفية الأخرى. فهي تسير - شامخة بشفافيتها وصدق انتمائها لعملها - بخطوات ثابتة وحذرة منفتحة على الخبرات الوطنية المخلصة لهذا الوطن الغالي على قلوبنا جميعا وأجياله القادمة.
كما أن المركز ومن خلال اللجان الفرعية للمباحث الدراسية المختلفة والتي تقوم ببناء جميع المناهج من أطرها إلى كتبها،قد وسع دائرة المشاركة لأكبر عدد من خبراء المناهج التربوية، والمجالات المعرفية في الجامعات الأردنية فمنهم وزارء ورؤساء جامعات وعمداء كليات علمية وإنسانية، وعمداء كليات تربية، وعدد كبير من أساتذة الجامعات الذين يحملون رتبة الأستاذية في الجامعة الأردنية واليرموك ومؤتة وآل البيت وجامعة العلوم الإسلامية،-على سبيل المثال لا الحصر- إضافة إلى خبراء من شركات الاستشارات التربوية والتنموية ومدارس من القطاعين العام الخاص، وعلماء من مجمع اللغة العربية وغيرها من المؤسسات المتخصصة الأخرى. عوضاً عن خبراء وزارة التربية والتعليم ممثلة بمدير مديرية المناهج ورؤساء الأقسام المتخصصة في الوزارة...
وإن حرص إدارة المركز على الشفافية، والوضوح، وجماعية العمل والإنصات للجميع والتجسيد لقيمة التشاركية مع الجميع، وتوظيف الخبرات الواسعة في مجالات المناهج والمجالات المعرفية لهو دليل ثاقب وواقع متميز على رؤية رفيعة وجهود مخلصة صادقة ومحايدة تحترم كل مواطن صاحب خبرة يخدم مرحلة ما، وتقدم فرصاً متكافئة لكل مواطن يقدم دوراً ما، ولا تقصي أحدا عند إنتهاء دوره المرحلي.
وإن هذا الانجاز والنهج في التعامل والتفاعل مع خبراء الوطن تستحق عليه إدارة المركزالشكر والثناء، والتأييد على الاستمرارية في العطاء، ومنح الفرص للتقدم والعمل من غير ضغوط وإحباطات من هنا وهناك، ومن جميع المتابعين والمهتمين وأصحاب القرار، كما لابد من الاستماع بحذر شديد لكل من يحاول دفع عجلة المركز إلى الخلف، وعرقلة المسيرة والتعرف على الدوافع الحقيقية لذلك... فلندفع عجلة العمل للأمام بروح الشباب، وبرعاية الكبار ومؤازرتهم.
فإن دعم هذا المركز بفكرته الرائدة المنبثقة من الاستراتيجية الوطنية لتنيمة الموارد البشرية والتي يرعاها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله لهو مطلب وطني لتجربة فريدة لايجب الاستعجال في الحكم عليها من عامها الأول نجاحاً مطلقاً أو عكس ذلك لا قدر الله... ونصيحتي لمن يرغب بمعرفة التفاصيل من ممثلين لأطياف شعبنا الأردني العظيم أن يذهب إلى النبع ويعرف حقيقة الجهود والعمل المتواصل التي تبذله إدارة المركز في التعامل مع المقيّمين والمراجعين والمستشارين واللجان الفنية والحرفية في سبيل رسم أفضل نسخة من المناهج التي تلبي طموح كل أردني متعطش للإنجازات الوطنية، وتسهم في بناء الأجيال المتميزة بإرثها العظيم ومن كافة الجوانب...مع تطلعاتنا لعام جديد من الإنجاز يدعو إلى التفاؤل والإيجابية والثقة في أصحابه.
واعتقادي أنإنجاز المناهج التي تليق بالإنسان الأردني الكبير، والحديث الذي يمجد الإنجاز الجماعي ويبتعد عن الذاتية هو دليل دامغ على الانتماء الحقيقي الصادق لهذا الوطن الجميل..
المركز الوطني لتطوير المناهج في عامه الأول إنجاز وتميز ...فسدد الله الخطى ورعى المسيرة ......
* المناهج والتدريس/ جامعة اليرموك