انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس الموقف مناسبات شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

وزير أسبق يكتب عن الحكومة وفقدان الثقة

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/23 الساعة 13:32
حجم الخط

مدار الساعة - بقلم: أ.د. أمين المشاقبة

أن جلّ ما يتضح من الشارع الأرني أن هناك فقداناً للثقة بالحكومة والحكومات المتعاقبة وهذا متراكم وليس آنياً، فالثقة في معناها العام هي علاقة اعتماد بين اثنين؛ الشخص المؤتمن عليه من المفترض أن يفي بوعوده وهي رمز وقيمة أخلاقية وايفاء بالوعود، وتتضمن عدم الشك، ولغويا تعني الائتمان، وفي لسان العرب وثق به أي ائتمنه وتعني صحة الشيء و صدقه و تأتي من تكرار ثبوت صحة الشيء و تكراره و تزول أو تنعدم من تكرار عدم صحته وصدقه و بالبرهان، ووجود مفهوم الثقة يعزز مفهوم الطاعة والانضباط و الوحدة ، وزعزعة الثقة تؤدي الى الخلل في كيان الأمة والدولة والمجتمع و يؤدي الى الانقسام و التشرذم و التفكك و عليه فأن الحكومات السابقة فشلت تماما في تعزيز ثقة الجماهير بها وعدم قدرتها على الوفاء بوعودها وغياب الصدفية وعدم القدرة على التعاطي مع التحديات وحاجات الناس، فكل الوعود التي أطلقت لم تقدم شيئاً للمواطن الواعي المدرك الذي يسعى أو يحس تحسنا في أوضاعه الاقتصادية، والاجتماعية وحتى السياسية فالفشل وعدم الانجاز أدى الى فقدان مصداقية الحكومات ورجالاتها. البطالة في ازدياد، والفقر لم يعد جيوبا، والمستوى المعيشي تردى، والجرائم الاجتماعية زادت والغلأ والتضخم في ارتفاع والمداخيل والرواتب في تناقص وغيرها من التحديات والمشاكل الذي لم يوضع لها حلول، ومن هنا فقدت الجماهير ثقتها بالحكومات ومنها حكومة الرزاز الحالية اذ سقطت القيمة الرمزية وزاد الشك والتشكيك..

وأعتقد أن د. الرزاز رجل نظيف وغير ملوث لكنه فاقد للولاية العامة التي تدفعه للعمل وكثرت التدخلات من أكثر من جهة دستورية و من مراكز القوى المتنفذة و حتى يستعيد ثقة الجماهير لا بد من العمل و الأداء المميز والانجاز الذي ينعكس على حياة الناس فالثقة من الممكن استعادتها بالانجازات والأداء المتميز، وصدقية الحكومة في اعمالها ومشاريعها وقراراتها ، فالمصداقية في القول و الفعل معا هو مفتاح ارجاع الثقة بالحكومة، وبالمثل الشعبي لا بد من أن تحط على النار المواطن يريد أن يرى مصداقية الحكومة عملياً بما ينعكس على موائده وحياته اليومية بعيداً عن الوعود الكلامية الوهمية يريد أن يرى جهودا عملية لحل مشاكله و يلمس ذلك، من دون هذا سيبقى فقدان الثقة قائماً واجواء الشك والتشكيك تخيم على الجميع، فالمطلوب، أداء متميز، انجازات، صدق ومصداقية وعمل دؤب يشعر به الجميع وهذا يتطلب رؤية ونهجاً جديداً، ورجالا عمليين مخلصين مؤمنين بالمصلحة الوطنية.

مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/23 الساعة 13:32