نحن ندرك أن عواصف التغيير ضد المجتمع قد بدأت، وأرست البوارج الخارجية حبائلها على شواطىء العاصمة عمان التي بات أقل من أصابع اليد الواحدة هم الذين يديرون إتجاه الرياح نحو التغيير العبيط، ولكن التساهل المفاجىء مع فئة إجتماعية دون غيرها سيكون إنذارا بأن الخطر يحيط بقيمنا الشبابية، أولئك الشباب الذين نعول عليهم بالتغيير نحو الأفضل لا نحو الأسوأ، رغم تعقيدات الصورة الإستشرافية لمستقبلنا جميعا، وهذا يتطلب من الدولة العلّية أن تزيح العدسات اللاصقة التي أثرت على الرؤية في حدقة عينها، فلا زلنا الشعب الطيب رغم بعض من مساوىء الزمن وأهله الذي أساء إلينا فأسأنا التصرف أحيانا.
الشباب هم مخزون الثورات بالمناسبة، والطلاب تحديدا كانوا تاريخيا هم من يقودون التغيير الديمقراطي والسياسي لأعرق الحكومات والدول، والثورات الملونة قادها الشباب، أحداث فرنسا 1968 كان محركها الرئيس هم الطلاب تبعهم العمال والإشتراكيون حتى أطاحوا بعظيم فرنسا» شارل ديغول « وحزبه، وفي أوكرانيا حيث البرتقالية وجورجيا، والثورة الخمينية التي قادها الشباب في طهران 1979 والطلاب هم من استولوا على السفارة الأمريكية التي كانت تقرر مصير المجتمع السياسي هناك، ومع هذا كل جهودنا لتعظيم دور الطلاب والشباب يدمره العجائز الذين لا يعترفون حتى بأعياد ميلادهم الماسية والبلاتينية.
إن طلابنا هم ثروتنا، ومديونيتنا سيحملونها وهم صاغرون، وعلينا أن نشدد العقوبات ضد مرتكبي جرائم المشاجرات والترويع في الجامعات، وذلك حماية لثورتنا العلمية المستقبلية وثروتنا الشبابية، فهل يعقل أن نطلق النار على الثورة الجميلة ونقتل ثروتنا ونضيّع مستقبلها كما قتلوا طموحاتنا وتفاؤلنا بالأفضل البعيد، رجاءً فلنعد للتركيز على إعادة التربية والتعليم وتعليم منهج الأخلاق والمعاملات قبل أن نطلب من الشباب أن يتركوا الحوار مع الحكومة للنواب. الرأي