انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الحب حتى الموت

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/25 الساعة 01:29
حجم الخط

في مدينة (فيرونا) بإيطاليا اشتعلت نيران الحب بين (روميو) و(جولييت) التي لم تتم الرابعة عشرة، وعلى قدر حبهما العظيم لبعضهما، كان الكره الكبير بين عائلتيهما يقف حاجزا بينهما. لذلك توجّها سرّا للقس (لورنس) ليقوم بتزويجهما في الكنسية بنفسه، دون علم العائلتين. وبعد أن تمّ هذا الزواج والرباط المقدس بينهما، قتل (روميو) (تيبالت) ابن عمّ (جولييت) دفاعا عن النفس، فحُكم بنفيه إلى مدينة أخرى. وقرر والد (جولييت) أن يُزوّج ابنته من السيد (باريس) لتنسى حزنها على ابن عمها، مع أن حزنها كان على فراقها لزوجها (روميو). وهنا تبرز مشكلة عظمى، كيف تتزوج (باريس) وهي متزوجة من (روميو)، ووالدها لم يقبل لها عذرا ويصرّ على تزويجها، وهي لا تستطيع أن تخبره أنه متزوجة دون علمه، ومن عائلة عدوّه.

التجأت (جولييت) إلى القس (لورنس) وخيّرته بين أن يجد حلا لمصيبتها أو أنها ستنتحر، فاقترح عليها القس (لورانس) خطة للنجاة، وهي أن تشرب دواءً ليلةَ زفافها يسبب لها حالة من الغيبوبة المؤقتة لمدة يومين، فيظنها أهلها أنها ماتت؛ لتوضع في النعش المفتوح في مقبرة أهلها كما هي عادتهم، وفي نفس الوقت سيخبر زوجها وحبيبها (روميو) بالخطة ليحضر إليها في المقبرة، وعندها ستكون قد استفاقت ، ويخرجا من (فيرونا)سويا.

شربت (جولييت) الدواء، وظن أهلها أنها ماتت، فوُضعت في النعش ثم في مقبرة أهلها، وفي نفس الوقت أرسل القس رسولا إلى (روميو) ليخبره بالخطة، لكنه مُنع من دخول تلك المدينة بسبب الحجر الصحي. أما روميو فقد وصله خبر وفاة (جولييت) من أحد أتباعه، فتوجه إلى المقبرة حاملا بيده سُمًّا زعافا، وعند نعشها يلتقي بـ (باريس) فيقتتلان، فيقتل (روميو) (باريس) ويسقط في قبر جولييت، ثم يبكي (روميو) على زوجته التي لم تستيقظ بعد وظنها ماتت، فيشرب السم عندها ويموت. تستيقظ (جولييت) لترى (روميو) ميتا وقد شرب السم كاملا، تقبله، ثم تسحب خنجره، وتضعه في صدرها.

تصل العائلتين وأمير المدينة إلى المقبرة ليشاهدوا هذه النهاية المأساوية لقصة زوجين أحبّا بعضهما، لكنّ الكره بين عائلتيهما فرّق بينهما، وأوصلهما إلى فراق الحياة، وهنا خسر الجميع. فتُقرر العائلتين أن يصلحا بينهما، وأن تبني عائلة (روميو) تمثالا لـ (جولييت)، وعائلتها تمثالا لـ (روميو). وهكذا كان ثمن الصلح بين العائلتين باهظا، إذ قُدم في سبيله قربانان، روح شاب محب نبيل، وفتاة جميلة طاهرة، إنها قصة الحب الذي لا يعرف نهاية، والكره الذي لا يعرف حدا، ولا شك أن إرادة المحبين ستنتصر في النهاية.

الدستور

مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/25 الساعة 01:29