د. خلف الطاهات *
بصمت وهدوء عميقين وثقة وإصرار لا يلين تمكن ضباط الأمن الوقائي في الأمن العام يوم امس من جمع كل الخيوط التي قادت لـ "إطفاء" فتنة عصفت بمجتمعنا الأردني اثر قيام مسؤول منظمة فكرية تدعى "مؤمنون بلا حدود" بتعذيب نفسه بالاتفاق مع احد أقربائه لاستدرار التعاطف الشعبي ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان، في سابقة جرمية غير مسبوقة كان لها رجال الأمن العام بالمرصاد ووضعوا حدا لجريمة "إرهاب المجتمع" التي قادها دعاة الفتنة وتجار المواقف والقيم.
ففي الوقت الذي كان الوطن يعيش انقساما افقيا وعاموديا على اثر الموقف من أزمة "مؤمنون بلا حدود" ما بين مؤيد و معارض، وفيما عجت منصات التواصل الاجتماعي بالاصطفافات والانقسامات لا بل دارت حرب ضروس تقوم على التكفير والتخوين والتشكيك مما ادخل الأردن في إرهاب مجتمعي ونفخ مبالغ فيه استخدم هذه المرة الدين وسيلة لإلهاء الرأي العام ومشاغلة الأجهزة الأمنية بطريقة لا ترتقي لمستوى فهم ووعي الأردنيين.
وبالرغم مما عجت به هذه الشبكات الاجتماعية من فوضى الموقف و الرأي واستقطاب، كان هناك فرسان الامن الوقائي و بمعزل عن الرأي العام الشعبي الزائف وعن عنتريات المواقف وضجيج التصريحات كان فريق إدارة الأزمة في الامن العام وبإشراف وتوجية مباشر من مدير الأمن العام اللواء فاضل الحمود يضع النقاط على حروف الأزمة المفتعلة بالتزييف والتضليل ويميط اللثام عن محاولة دنيئة لجعل الأردن ساحة للإرهاب الفكري والمجتمعي.
حماة الموقف من رجالات الأمن العام وبما يمتلكونه من كفاءة وتدريب عالي وقبلها مستوى رفيع من المسؤولية وحس عالي من الانتماء للأردن ورسالته التي تقوم على الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش واحترام التنوع ، تمكنوا من إعادة ضبط الشارع الذي مسه الفوضى والتخبط بسبب الافتراءات والتزييف وأعادوا قراءة المشهد المحلي بمزيد من العقلانية والواقعية وأوقفوا حملات التحريض الفكري المتبادلة من خلال إظهار الواقعة بكل تفاصيلها الدقيقة والموثقة لا هدف الا حماية صورة الدولة الأردنية التي طالها التشوية المتعمد على موقف مفتعل لا أساس له من الصحه.
الأمن الوقائي رفض حالة الاستخفاف بمشاعر الأردنيين او التقليل من مستوى ذكائهم ولم يتسامح إزاء من تلاعب بتلك المشاعر وقاد نشامى الأمن تحقيقاً موسعاً بعيداً عن ضجيج الإعلام وضجة المواقف والمنصات و كان بالمرصاد لمن تجرأ على الله والإسلام والوطن و عرّى تجار القيم والمبادئ والمتلاعبين بصورة الأردن لأجل أهداف رخيصة خسيسة، فكان رجال الامن العام كما عهدناهم مؤمنين بلا حدود برسالة الدولة التي تحترم المواطنة وتعلي كرامة الإنسان وتحترم الحرية المسؤولة المنضبطه وبالوقت نفسه تقف بحزم وحسم لمن يحاول خلخلة الأمن المجتمعي بما فيه الفكري او استغلاله واستثماره لأجندة شخصية او أغراض مشبوه.
لا غرابة إذن ان يكشف لنا الأمن العام هذه التفاصيل الدقيقة والاعترافات الفاضحة لرجل يفترض انه محسوب على النخب وأصحاب الفكر بجريمة التلاعب بصورة الأردن وتشويهها وخلق فتنه مجتمعية، كانت لو مرت دون جهود الامن العام لبتنا في ذيل قائمة حقوق الإنسان و لكان الأردن بلد التطرف والرافض للآخر ويمنع التعددية ويكرس سياسة الجمود والانغلاق الفكري كما لو ان الأردن "تورا بورا"!!!
نحن في نعمة من الله ان حظينا بجهاز امني محترف يقوم عليه ثقات مؤتمنون بلا حدود على أرواح الناس ومكتسبات الوطن ويحظون بإشادة استثنائية دون بقية الأجهزة الأمنية من القيادة السياسية في إدارة الأزمات وتطويق الأحداث بأقل الخسائر.
تحية لمدير الأمن العام اللواء فاضل الحمود الذي يسجل له انه يكافح الجريمة بالأردن بكل أنواعها بلا هوادة او تهاون ولا يوجد لديه مناطق او خطوط حمراء في ملاحقة المجرمين وإطفاء الجرائم..
التحية أيضا لمنتسبي الأمن الوقائي والضابط الالمعي العقيد طارق الهباهبة الذي تسجل إدارته كما بقية إدارات الامن العام إنجازات غير مسبوقة وباوقات قياسية مما يؤشر بوضوح الى احترافية العاملين في الجهاز وجهوزيتهم للتعامل مع الجريمة وتطوراتها صغرت ام كبرت..بوركتم وبوركت عيونكم الساهرة!
* رئيس فرع نقابة الصحفيين الأردنيين/ الشمال