انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

السيادة الاردنية ونهاية الوطن البديل

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/22 الساعة 08:53
الاردن,مدار الساعة,العراق,اتفاقية وادي عربة,فلسطين,الهاشمية,اقتصاد,

لا يستطيع احد أن ينتقص من فطنة وذكاء الملك الراحل الحسين بن طلال وقدرته على الخروج من اعقد المواقف وأكثرها حرجاً ولن ينسى العالم اجمع كيف انه عفا عن كثير من الذين أساءوا او حاولوا الاساءة اليه، بل انه تسامح وعفا عن من حاولوا قلب نظام الحكم في الاردن بل وجعل بعضهم يشاركون في حكم الاردن، وقام الملك الحسين بن طلال بتسطير اكثر المواقف حساسية عندما طلب من الاردن المشاركة في مهاجمة العراق رافضاً المساومة على الدم العربي والاخوة الاسلامية متحملا مع ذاك تبعات حصار طويل أكل الأخضر واليابس ولكنه لم يقتل الأمل في قلوب الاردنيين الذين وقفوا مع قائدهم الذي أحبوه واستطاع الاردن الخروج من تلك المحنه أقوى مما كان.

اما في عهد الملك الراحل، فلقد عاش الاردن قوياً بالتفاف الشعب حول قيادته قلباً وقالباً، وقد اعترف العالم اجمع بقدرة الملك الحسين على اكتساب احترام العدو له قبل الصديق بسبب صدقه وتفانيه في خدمة أبناء شعبه الابي، ورفض الملك الراحل أن يحمل الاردنيين المزيد من الضرائب رغم شُح المصادر لانه كان يُؤْمِن إيماناً عميقاً بمقولة الانسان أغلى ما نملك.

وقبل رحيل الملك الحسين وتحديدا في ٢٦ اكتوبر من عام ١٩٩٤ قام الملك الحسين بتوقيع معاهدة السلام الاردنية الإسرائيلية والتي تعرف باتفاقية وادي عربة نسبة الى المكان الذي وقعت فيه حيث نصت المعاهدة على تحقيق السلام العادل والشامل بين البلدين استنادا الى قراري مجلس الأمن ٢٤٢ و ٣٣٨ ضمن حدود آمنة ومعترف بها حيث نصت المادة الثانية على اهم ما كان يسعى اليه الملك الحسين وهو اعتراف كلا البلدين بسيادة كل منهما وسلامته الإقليمية واستقلاله السياسي، وذلك كان اكبر انتصار قام بتحقيق الملك الحسين لوأد مقولة الوطن البديل الى الأبد.

ولذلك ليس من المستغرب أن يقوم اليمين المتطرف اليهودي بأغتيال رئيس الوزراء إسحاق رابين رغم حرمة قتل اليهود لبعضهم البعض، لانه في نظرهم قد خان اليهود والصهاينه في تحقيق حلم إقامة الدولة اليهودية الخالصة على تراب فلسطين وتهجير ما تبقى من الفلسطينيين الى الاردن (الوطن البديل سابقاً)، وقد صادق على هذه الاتفاقية الولايات المتحدة الامريكية ممثلة برئيسها آنذاك بيل كلينتون كشاهد وظامن للاتفاق طبقا للقانون الدولي واحكام ميثاق الامم المتحدة.

والآن وبعد اكثر من ٢٤ عاماً على توقيع الاتفاقية المذكورة يأتي إلينا من يشكك في جدوى الاتفاقية المذكورة آنفاً زاعما إن مقولة الوطن البديل ما تزال قائمة رغم وحود اتفاقية تنص على إستقلالية المملكة الاردنية الهاشمية بنصوص واضحة لا يشوبها اي شك ولا تحتمل التأويل لان جلالة الملك الحسين يعلم تماماً بأن استمرارية حكم الهاشميين (في ظل ذلك الكم الهائل من المؤمرات والتي كانت تهدف في السابق الى جعل الاردن ملعباً لتنفيذ اوهام الوطن البديل) تعني اعتراف اسرائيل بوجود دولة قائمة السيادة تسمى الاردن.

إن هؤلاء المشككين او الماسونيين الذين ينعقون بعدم جدوى اتفاقية وادي عربة لا يمتلكون القدرة على قراءة الواقع الذي كان الاردن محاطاً به في ذلك الوقت، او أنهم قد خانتهم ذاكرتهم على فهم الأوضاع الدقيقة التي كان يمر بها الاردن من لاجئين واقتصاد هش، وحصار مائي ومقاطعة خليجية بسبب حرب الخليج وقبل ذلك فك الارتباط بين الاردن وفلسطين وغيرها الكثير من الاحداث والتي لم تدع للأردن جانباً واسعاً للمناورة، وسيبقى الاردن كامل السيادة شاء من شاء وأبى من أبى، عصي على كل من تسول له نفسه العبث او اللعب على إسطوانة التوطين المهترئة، وسيبقى الاردن أبداً الداعم للاشقاء الفلسطينيين لنيل حقوقهم الكاملة على التراب الفلسطيني وإقامة دولتهم المستقلة على تراب فلسطين ولو بعد حين.

حمى الله الاردن من كل مكروه

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/22 الساعة 08:53