مدار الساعة - احتوى كتاب (الغابة والأشجار) للقاص والناقد الأكاديمي الدكتور غسان عبد الخالق، الصادر حديثا عن دار فضاءات للنشر والتوزيع، على قراءة لمتن النص النقدي في الادب والثقافة والفن.
وتوزعت صفحات الكتاب التي تزيد عن اربعمائة صفحة على مقدّمة بعنوان (لماذا يحزن النقاد كثيرًا)، وأربعة فصول، وخاتمة حملت عنوان: (ضد مدرسة الشوكة الفضية).
واوضح المؤلف في استهلال الكتاب: ( ان هناك قراءة احتفالية وقراءة غائبة، أما فيما يتعلّق بالنوع الأول، فهي قراءة تبدأ بالإعلان عن صدور هذا الكتاب أو ذاك، والتنويه ببعض إنجازات الناقد، مرورًا باقتباس بعض ما جاء في كلمة الغلاف وتعداد الموضوعات الواردة في الكتاب اعتمادًا على ثبت المحتويات، وانتهاء بإعادة إنتاج مقدمة الكتاب عبر لغة ثانية وتحت عناوين برّاقة، أما النوع الثاني من القراءة - وهو ضرب عزيز ونادر إلى الحد الذي يسمح بتسميته (القراءة الغائبة) فهو ذلك الاشتباك الحقيقي والحفر المعرفي المسؤول مع النص النقدي، بعيدًا عن التنويه والإطراء والاستعراض الأفقي.
وأفرد الدكتور غسان عبد الخالق الفصل الأول (السّلّم المكسور؛ مقاربات نقدية في الشعر) لتشخيص ملامح بارزة في الخطاب الشعري العربي قديمًا وحديثًا، وعاين في الفصل الثاني (يحكى أن؛ مقاربات نقدية في السرد) وجوهًا رئيسة في الخطاب القصصي والروائي العربي القديم والحديث.
وأما الفصل الثالث (المسطرة المفقودة؛ مقاربات نقدية في النقد) فقد خصصه لمسألة مفاصل ساخنة في أزمة النقد العربي. كما عالج في الفصل الرابع (حدائق الدهشة؛ مقاربات نقدية في الفن) عددًا من الأعمال والموضوعات السينمائية والمسرحية.
وختم المؤلّف كتابه قائلاً: (شهد الربع الثاني من القرن التاسع عشر ولادة اتجاه أدبي في إنجلترا، دعي باسم مدرسة الشوكة الفضية وتميّز هذا الاتجاه بالتأنق والحذلقة والتكلّف.. إلا أن ثمة لحظات لا بد فيها للكاتب من التوقّف عن ترف الاستغراق في البحث عما هو ثاو بين اللّونين، والالتفات إلى ضرورة الجزم بنصاعة الأبيض وقتامة الأسود، تاركًا للتاريخ تقرير درجة نصاعة هذا وخلوّه من السّواد، وقتامة ذاك وخلوّه من البياض).
يذكر أن الدكتور غسان عبد الخالق أصدر نحو عشرين كتابًا في السرد والنقد والفكر العربي، وهو يعمل عميدًا لكلية الآداب والفنون في جامعة فيلادلفيا الأردنية، كما يتمتع بعضوية اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ورابطة الكتاب الأردنيين وجمعية النقاد الأردنيين والجمعية الفلسفية الأردنية.